الغبار والمرائي الباطنيَّة
ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل > الغبار والمرائي الباطنيَّة
ها هنا الجدران، تدمى وتفكر
وعلى أرؤوسها تمشي، وتنظر
بعضها يزحم بعضاً هارباً
بعضها يقبل كالخيل ويدبر
بعضها يمشي، ولا يمشي، يرى
مثلما يستقرىء الأسرار، مخبر
المرائي، باطنيات هنا
تحجب الرئي، وفي عينيه تسفر
يجهد الابصار، في رؤيتها
وسوى ما ينفع التقرير، يبصر
عجباً رغم التعري، تنطوي
ذاتها فيها، وذات الغير تظهر
* * *
ما الذي شاهدت، تقتضِ مهنتي
أن أرى سراً، فيخفى وأقدر
المداد الأبيض السري بلا
أي سر… ما الذي يبدي ويضمر؟
تبذر الأوراق… لكن ما لها
في يديك اتسخت من قبل تثمر؟
لم تكن غير أجير، لا تخف
إن أغبى منك، من سوف يؤجر
من، الى، مثل ذباب يرتمي
مثل ذكرى، لا تلاقي من تذكر
مثل أفكار أضاعت فمها
وتلاقيه، فتنسى أن تعبر
لا يعي الآتي، إلى أين ومن،
ليس يدري صادر، من أين يصدر
* * *
الغبار امتد سقفاً أرجلاً
أعينا مثل الحصى، تغلي وتمطر
ايدياً رملية دودية
تكتب الأحلام، والريح تفسر
* * *
حسناً ماذا؟ هوى السقف: ابتدا
وابتدت بعض شقوق الأرض تقمر
ربما عاد كما كان؟ سدى
التقى الوجه، ومرآة المبشر
الرفاة المكرميات التقت
بدأت من تحت جلد الموت، تزهر
(مايو 1976)