طيف ليلي
ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل > طيف ليلي
هز كفيه، وأرجف
لحظة، ثم توقف
وبلا داع، تأنى
مثل من ينوي، ويأسف
مثل من – بالخوف – يردي
وهو من قتلاه، أخوف
* * *
مرحباً شرفت لكن
ما اسمه؟ من أين شرف؟
فجاة جاء، كوحش
وعلى الفور، تلطف
عله شم عبير (القات)
فأخضر وفوف
وارتدى جلداً (معينياً)
وجلباباً منصف
وتبدى، كنديم
كمغولي، تصوف
كطفيلي، قديم
خارج من جوف، مقصف
* * *
كان في يمناه تابوت
وفي يسراه معزف
لونه من كل واد
شكله من كل متحف
وله وجه شتائي
وسروال مزخرف
وقوام شبه قزم
وقذال، نصف أهيف
وفضول يملك الدنيا
بدينار مزيف
هكذا يبدو، ولكن
سر ماضيه، مغلف
ربما كان أميراً
أو لسمسار موظف
أو (لذي ريدان) سيفاً
أو نبياً، دون مصحف
* * *
ربما مات مراراً
ربما أبقى، وأتلف
ربما أشتى بنيسان
وفي كانون، صيف
ربما للريح غنى
ربما للصمت ألف
فهو يلغو، كغبي
ويرائي، كالمثقف
مثل من يعني ويحكي
غير ما يعني، محرف
* * *
يعرف الباب، فيدنو
ثم ينسى، ما تعرف
حلمه أكبر من عينيه
من كفيه أعنف
يركض الشك بهدبيه
ويستلقي، كمترف
تسعل الاشياء كالاطفال
كالفيران تزحف
وهو كالشباك ساه
وكحد السيف مرهف
راحل وهو قعيد
طائر وهو مسلحف
بيد، يومي بأخرى
يرعش الذقن المنتف
* * *
ساعة وارتد، لكن
وجهه عندي تخلف
عند ذاك الركن، أقعى
عند هذا الركن، رفرف
في رؤى السقف، تندى
وعلى الباب، تكثف
ها هنا كالوعد، أغرى
وهنا كالموت، طوف
ها هنا مثلي، تشهى
وهنا مثلي، تفلسف
(مارس 1976)