فلسفة الفن
ديوان من أرض بلقيس > فلسفة الفن
لا تقل ما دمع فنّي
لا تسل ما شجو لحني
منك أبكي وأغنيك
فما يؤذيك مني
سمني إن شئت نواحاً
وإن شئت مُغني
فأنا حيناً أعزيك
وأحياناً أهني
لك من حزني الأغاريد
ومن قلبي التمني
أنا أرضي الفن لكن
كيف ترضى أنت عني
كل ما يشجيك يبكيني
ويضني ويعني
فاستمع ما شئت واتركني
كما شئت أغني
* * *
لا تلمني إن بكى قلبي
وغناك بكايا
لا تسلني ما طواني
عنك في أقصى الزوايا
ها أنا وحدي وألقا
ك هنا بين الحنايا
ها هنا حيث ألاقيك
طباعاً وسجايا
حيث تهوي قطع الظلما
كأشلاء الضحايا
وتطل الوحشة الخر
سا كأجفان المنايا
والدجى ينساب في الصمت
كأطياف الخطايا
والسكون الأسود الغا
في كأعراض البغايا
وأنا أدعوك في سري
وأحلامي العرايا
* * *
يا رفيقي في طريق العمر
في ركب الحياة
أنت في روحيتي رو
ح وذات ملء ذاتي
جمعتنا وحدة العيش
وتوحيد الممات
عمرنا يمضي وعمر
من وراء الموت آت
نحن فكران تلاقينا
على رغم الشتات
نحن في فلسفة الفن
كنجوى في صلاة
أنا كأس من غنى الشو
ق ودمع الذكريات
فاشرب اللحن ودع في ال
كأس دمع الموجعات
هكذا تصبو كما شا
ءت وتبكي أغنياتي
* * *
يا رفيقي هات أذنيك
وخذ أشهى رنيني
من شفاه الفجر أسقيـ
ك وخمر الياسمين
من معين الفن أرويـ
ك ولم ينضب معيني
لك من أناتي اللحن
ولي وحدي أنيني
ولك التغريد من فني
ولي جوع حنيني
ها أنا في عزلة الشعر
كأشواق السجين
حيث ألقاك هنا في خا
طر الصمت الحزين
في أغاني الشوق في الذكرى
وفي الحب الدفين
في الخيالات وفي شكوى
الحنين المستكين