من رحلة الطاحونة إلى ميلاد الثاني
ديوان مدينة الغد > من رحلة الطاحونة إلى ميلاد الثاني
من الفجر حتى الفجر ننجر كالرحى
إلى أين يا مسرى ومن أين يا ضحى
أضعنا بلا قصد طريقاً أضاعنا
ولاح لنا درب بدأناه فأنحمى
وشوشنا تلويح برق أهاجنا
وولى ولا ندري إلى أين لوحا
وقلنا كما قال المجدون من غفا
عن الفوز لم يظفر ومن جد أفلحا
إذا لم نجد في أول الشوط راحة
فسوف نلاقي آخر الشوط أروحا
ورحنا نسقي الرمل أمواه عمرنا
فيظمأ ويرويه إلى أن ترنحا
***
سرينا وسرنا نطحن الشوك والحصى
ونحسو ونقتات الغبار المجرحا
ومن حولنا الأطلال تستنفر الدجى
وترخي على الأشباح غاباً من اللحى
هنا أو هنا، يا زحف نرتاح ساعة
تعبنا وأتعبنا المدار المسلحا
كطاحونة نمضي ونأتي كمنحنى
يشد إلى رجليه تلاً مجنحا
***
فيا ذكريات التيه من جر قبلنا
خطاه وأمسى مثلنا حيث أصبحا
ركضنا إلى الميلاد قرناً وليلة
ولدنا فكان المهد قبراً تفتحاً
ومتنا كما يبدو رجعنا أجنة
لنختار ميلاداً أشق وانجحا
2/8/1969م