زمان للصمت
ديوان كائنات الشوق الآخر > زمان للصمت
يا صليل الحصى وهجس المراعي
كيف أشكو؟ صمتي كغاب الأفاعي
يا تناجي الغصون من ذا أناجي؟
كيف من مدفن السكوت انتزاعي؟
الصراصير حرة فلماذا
تخنق الغصة الجناح الشعاعي؟
* * *
أنتوي أن أنوح، يعصي نواحي
كيف لا أستطيع ما في استطاعي؟
البكاء الذي أناديه يأبى
وبرغمي أبكي بلا أي داعي
هل أغني تفكراً؟ أي خفقٍ
إنني الآن منشدي واستماعي
يا روابي أريد أفضي وأعيا
كيف أفضي ومن أبث اصطراعي
* * *
يا بقاعاً بقاعهن كياني
بت أخشى ألا تكن بقاعي
يا التي رغم قلبها ضيعتني
هل أرجي أن تتركي لي ضياعي
قد تعودت روعة التيه وحدي
كل خوفي عليك من أن تراعي
* * *
يا قضاعية الربى أين يلقى
عنك مأوى هذا اللعين القضاعي؟
نكهتي – يا ” لميس”- من دخن ” ميدي”
معجمي – يا لميس- ” لحجي” ” سناعي”
* * *
هل تريدين أن تري نصف وجهي
” يافعياً” ونصف وجهي ” يفاعي”؟
– إن ” حيفان” غير ” عطان” يا ابني
يل أرى ” المعبري” نقيض ” الشباعي”
كل بيتٍ هنا، هناك بيوت
والتلاقي تجمع لا اجتماعي
والذي ما له قبيل تراه
“مطرياً” يوماً، ويومين “لاعي”
بين هذي وتلك يذكي حروباً
بين هذا وذا خبيث المساعي
* * *
غيري يا أمومة العقم هذا
ضاجعي الشمس والندى يا لكاع
ياعجوزي تزوجي طفل طفلي
كي تجيدي رضاعه وارتضاعي
* * *
صمتك الآن، أمر مولاة قلبي
إنما سامحي إذا لم تطاعي
ربما لو سمعتِ مني تبدى
خير ما تطمعين فيه طماعي
شرعة القلب كالينابيع يفضي
ليس هذا كما ترين اشتراعي
– حسن، إنما تفجر سكوتاً
من بهذا أوصى “عدي الرقاعي”
من تشهى إسكات ذاك المغني
حين غنى: “وماحملت يراعي”
* * *
ياعصافير هل عليكن حظر؟
هل بأعشاشكن قهر جماعي؟
هل على بوحكن أي رقيب؟
هل عليكن بالوشايات ساعي
هل لديكن حرف جرٍ ونصب؟
هل يأوزانكن فعل رباعي
ما الذي عندكن يا بعض أهلي؟
هل لتغريدكن مغزىً قراعي
هل سألتن مثل قلبي “رماعاً”
كيف أجنى لغير كف “الرماعي”؟
ولماذا ما للحمامات حامٍ
ولأمن البعوض حامٍ وراعي؟
* * *
إن هذا الزمان للصمت فاسكت
آه، حتى الطيور تهوى انقماعي
ربما كان همها غير همي
إنما لوعة الغصون التياعي
صمتك الآن، ما ابتلعت سكوتي
لا، ولا أتقن السكوت ابتلاعي
* * *
يا هسيس البنات والطل قل لي
أين أرمي عني هسيس طباعي
في اقتداري ألا أفوح لو أني
– يا ضجيج الفراغ- نبت صناعي
هل أنادي يا منحنى؟ كيف أحكي
يا شجيرات هل لديكن واعي
” دعبلي” الجموح أنت؟ وعندي
كل عادٍ على التعدي ” خزاعي”
* * *
يا دجى هل تصيخ؟ أنماع قبحاً
وأزيراً ولا أحس انمياعي
إنهم يلبسون عني قميصي
ويغوصون كالمدى في نخاعي
غير هذا ماذا رأيت؟ – لساني
تحت أقدامهم، جحيم قناعي
* * *
أنت يا فجر هل ترى؟ من تنادي؟
أي فجرٍ، تناومي كاندلاعي
للثواني هلى انتباهي فحيح
ولنومي خوار ثورٍ ” سباعي”
* * *
ياهبوب الرياح مما تعاني؟
من تلوي سيري وتيه ارتجاعي
فوق هذا المضيق هشمت وجهي
تحت هذا الكثيب غاصت ذراعي
أرتمي كي أقوم، أرمي حطامي
وأوالي هذا الرماد الإذاعي
إنما لست عائلياً تحابي
” شرجبياً” على حساب ” اليناعي”
بل تحيي ” الحدا” بريحان ” صنعأ”
و” المكلى” بطيب ” نجد الجماعي”
* * *
أنت يا بحر ما الذي تبتغيه؟
غير مائي، قرارةً غير قاعي
أتمنى أني حديقة كرمٍ
في ” الحشا” أو حقول قمحٍ ” رداعي”
تتمنى السهول لو كن بحراً
كيف تهوى لو كنت سهلاً زراعي؟
أي شيء عن وضعه اليوم راض
فتراني مستخذياً لا تضاعي
* * *
يا ضحى ما الذي تريد؟ مداراً
– غير هذا- أمد فيه اتساعي
أشتهي تسقط النجوم رجوماً
ينمحي عالم اللظى والتداعي
تبلع الأرض كل هذا، ليرقى
عكس هذا، عسى تنام النواعي
فجأة يا قرارة الأرض قومي
وافتحي في حشاك أخفى الأواعي
* * *
هكذا يا ضحى تخط وتمحو
– وعلى الأرض والبروق اتباعي
هل سيبقى لرهبة الصمت وقت؟
البكارات في انتظار افتراعي
عام 1984م