نقوش.. في ذاكرة الريح
ديوان زمان بلا نوعية > نقوش.. في ذاكرة الريح
هنا كالضحى غنوا وكالليل أنصتوا
كهذي الربى امتدوا كنيسان أنبتوا
هنا تخبر الأنسام عنهم حدائق
ويروي أساطير المهارات منحتُ
رواب ربوا فيها نمت في لحومهم
وذابوا عليهم ورّدوها وربتوا
***
كما تهجس الأعشاب للغيث لوحوا
كما يفصح البستان للفجر صوتوا
كتحديق أفكار بأهداب أنجم
تنادوا كبوح الورد أعلوا وأخفتوا
وقبل شعور الأرض بالدفء والندى
تندوا على أزهى الروابي واخبتوا
كتشرين جفوا مثل أيار أمطروا
وكالطيب في أيدي السوافي تشتتوا
***
قبيل الضحى والليل داروا كواكباً
صباحاً قبيل الوقت للشمس أقتوا
أضاؤوا سهيلاً أشعلت صيحة الهوى
نهود الثريا مذ إليها تلفتوا
محبون أسخى بالقلوب من السنى
ولكن على العاتي أمر وأعنت
***
من العشق جاؤوا كالأساطير والرؤى
إلى العشق جاؤوا جمروه وكبرتوا
وكانوا عفاريتاً من الشوق كلما
أتوا بقعة أصبوا حصاها وعفرتوا
وكالصيف رفوا عنقدوا كل ذرة
وكي يخصبوا في كل جذر تفتتوا
وكالأرض للأطيار والناس أولموا
وكالأرض أعطوا كل زاه و(أسنتوا)
***
على كل تل من خطاهم عرائس
من الشعر تشدو كالسواقي وتصمت
تضج اخضراراً واحمراراً وصبوة
وتصغي فيعلوها الأسى والتزمت
وفي ذاكرات الريح من بعض ما حكوا
نقوش محوها مرتين وأثبتوا
هناك يغني باسمهم هًهُنا الصدى
يغني.. وهل يدري الشذى كيف يسكت؟
يناير1979م