حقيقة حال
ديوان رواغ المصابيح > حقيقة حال
تسكتُ اليلةُ العجوزُ وتُرغي
كانقلابٍ ينوي القيام ويُلغي
أي أمرٍ تبغي؟ تشمُّ أموراً
لا تراها، ولاترى كيف تبغي
بعض إنصاتها يراوغ بعضاً
فتناغي حيناً، وحيناً تنغِّي
مِن وراء الوجوم تهذي ويبدو
أن شيئاً يهذي لها وهي تُصغي
* * *
إيه تلك الكتوم قولي لماذا
لا تنامين؟ كيف والنار نَسغي
سوف أغشى الوغى الكمِينةَ فيها
أخبريني يا تلك، من أين أُوغي؟
خِلتُ أني ولغت فيكِ قليلاً
فدعيني أشمُّ آثار ولغي
كلُّهم أغْلقوا بوجهي، خذيني
لا تقولي – كما يقولون – (فُرغي)
لا تقولي طَفرتُ أورمت بغياً
لا أرى طافراً ولا مَن يُبغّي
إمنحيني قوىً على السِّر، تدري
ألقُوى تنفخ الجبان وتُطغى
ما تطلَّبتُ مدفعاً كي تخافي
إن توغلتُ فيكِ – مِن شرِّ نزغي
* * *
قد تُلاقي الذي أُواريه لدغاً
وترى لادغي وتسمع لدغي
أنت عنّي تحسُّر ما ليس عندي
وتُسمِّي صفير أُذنيكَ مضغي
تلتظي هذه النجوم بقلبي
وتراها عِقدِي وألوان صَبغي
بل وتدعو (بنات نعشٍ) قذالي
و(سُهيلاً) فمي و(كِيوان) صَدغي
* * *
القناديل تطبخ الطِّين تحتي
ونجومي تُجيد سلخي ودبغي
أضلعي كاسها وتِبغُ رؤاها
والحصى والغبار كأسي وتبغي
* * *
أين تثوي حقيقة الحال، قولي
كل شكلٍ زريبةٌ لا تُثغّي؟
ما الذي تلثغين، هل ذاك ردٌّ
يا أخا (سيبويه) دعني ولثغي
* * *
أين فارقت يا سُرى نصف ظهري
أين ضيَّعْت عَظم ساقي ورسَغي؟!
سرتُ صمغيَّة الحشا والحواشي
والثواني ممطوطةٌ مثل صَمغي
* * *
يا الذين اكتفوا بدمغ الليالي
ليتكم تُحسنون تلفيق دمغي
هل أنا نابغيَّةٌ؟ ذاك جَدّى
مَن يُريني نبوغه كي يُنَبغي!
آن لي أن أعيد صوغ قواكم
حَسَناً بعدما تعيدون صَوغي
عام 1987م