زائر الأغوار
ديوان رواغ المصابيح > زائر الأغوار
من ذا، كالإيهام المنبي؟
من ذا يصبيه ومن يصبي؟
يفشي كتنهد عاشقةٍ
يستغلق كالسر الحربي
يطفو من لثغته خبر
ويوشوش كالفرح العشبي
يعتم بعيني كاهنةٍ
يومي كالخفقان القلبي
أأقول، ويسكت ثانيةً
كنبيءٍ يهمس: يا ربي
* * *
شرقي السحنة ملفوف
بغموض البحاث الغربي
يستغبي النجم سذاجته
ويرى الأغبى لا يستغبي
* * *
يستكنه في التبن الملقى
وجه الجابي ويد المجبي
من ساق النبتة يستملي
مكنون التأريخ الشعبي
من كل حصاةٍ يستقصي
مرمى “فيضي” مغزى “فيلبي”
يتلو الأغوار كما يتلو
جاسوس منشوراً حزبي
* * *
ويمد قناديلاً أسنى
ويشير إلى الرمد: انصبي
ويفتش عن سوقٍ يغني
عن هذا المحتكر المربي
* * *
من هذا الملغز يا أهلي
بل هذا المعجز يا صحبي؟
يغشاني من رأسي حتى
لا أدري قدمي من جنبي
* * *
يا ركب الأنجم من هذا؟
جوال أهدى من ركبي
يستجوبني فتضيع يدي
إن قلت لها: عني لبي
* * *
(سيزيف) أرى! هذا يدعو:
يا صخرة سيلي أو دبي
يحكي: ماذا سيلي هذا
يا ذاك الإيماض السلبي
ورث (اللنبي) غازٍ أدنى
وجهاً من عرقوب (اللنبي)
يبدي ما يستهوي فلكي
ويرنح من حولي قطبي
حيناً أنظره من عكسي
وأواناً نجماً من سربي
* * *
من ذا يا ريح؟ ألامسهُ
ينأى ويلوح من قربي
يكسوه قميص قمحي
ورداء كالقات (الإبي)
أأسميه سلمى؟ يخبو
ظني، فأسميه (وهبي)
وأذكره وأأنثه
يلهو بي هذا: ما ذنبي!!
* * *
ما إن ألحظه (وهطياً)
حتى يتراءى لي دربي
وأميراً أموياً حيناً
أحياناً صعلوكاً ضبي
* * *
خلفي ينصب ويسبقني
وينادي: يا نعسى هبي
ويترجم من إبطي لفمي
رعباً يسلخني من رعبي
ويمر يفتش عن ريحٍ
أخرى، لا تخرج من صلبي
* * *
أحكي من أين أتى!
ماذا : هل أصغي سمعي أو هدبي!!
ساءلت هنا داراً، قالت:
ما استنبح مقدمه كلبي
أهدى ذا السفر وأوصاني:
يا تلك على هذا أنكبي
وحكت مشمشة: أرغدني
من جمجمتي حتى كعبي
وأجاب الوادي حياني
فأعادت خطرته خصبي
وأضاف أتى من بعد غدٍ
كالزائر يسأل ما خطبي
* * *
من ذا يا برق؟ يقول يرى
لمحي، فمتى سيرى سكبي؟!
يعزو إجداب الأرض إلى
كسلي: فلمن أشكو جدبي!!
ويسائل عن برقٍ أقوى
عن سحب أصدق من سحبي
عن والدتي الأولى وأبي
عن أختي الصغرى عن تربي
عن آخر بستانٍ يزكو
فيه الصفصاف الأوربي
يغلي هذا مثلي، أله
أشواق أحرق من حبي؟
أأفضل يا هذا خبري؟
حسبي ومض المعنى حسبي
هل تبحث عن ماءٍ؟ إني
من ألفِ أبحث عن صلبي
* * *
من ذا تدعوه؟ أخمنه
سبئياً أضحى لا يسبي
هل تملك عنه توضيحاً؟
ما قتل المعنى من دأبي
عام 1989