رفاق..الليلة الأخرى
ديوان جواب العصور > رفاق..الليلة الأخرى
أدلَجوا يهوَوْن ما تهوى
هذه الأمسةُ السَّجْوى
أشْبَهتهم في الهوى وسمَتْ
مثلهمْ عن ذلِّة الشكوى
مثلهمْ يقتادها وطنٌ
مِن وراء الريح والأجوا
فاستوى العكسان مِن بَشَرٍ
وزمان جلَّ مَن سوَّى
* * *
إن أشارت، بالسنى ائتلقوا
يوقدون الأفق بالعدوى
وإذا ما غامت اقتبسوا
مِن بروق الغيمة الشدوا
* * *
تهتدي إن (أتْعزتْ) وإذا
جانَبَتْها تَخْبطُ العشوا
إن سَرَتْ كالغاب (مُتْهمةً)
ذكَّرْتهم ذلك (الغزوا)
* * *
إن تبدّى (المَهْجَمُ) اصْطَرختْ
أيُّ يومٍ مِن هنا دوّى؟
إن بكت نجماً هوى ثكَلوا
مَن هوى مذ أنجبت (حَوّا)
وإذا حاذت بهم جبلاً
ساءلوا (عيبال) عن (فدوى)
وإذا طافت بهم (حَرَضَاً)
قبّلوا (دَبْوانَ) عن (علوى)
إن شكت صمتاً رأوْا ورووْا
حزنها المحروقَ والشجوى
إن أتت (حَزْوى) دعَوْا
خبراً عن (تمام الحجِّ) يا (حزوى)
* * *
إن أرَتْهمْ كرمةً سكروا
من بزوغ الأغْصن الجلوى
مِن كؤوسٍ – سوف تملؤها-
تغتذي التَّقبيلَ والحسْوا
* * *
يحملون البِيدَ تحملهمْ
لحظةٌ غيبيّةٌ نشوى
جاوزوا ظن الظُّنون وما
غادروا (المحْويت) و(الصِّلْوا)
* * *
ما اسْمُ هذا النجم؟ أحسبهُ
نجمةً علَّ اسمها (سلوى)
تحتوي قلباً، لذا ألِفتْ
أن تمنّي العاشق النُّضوى
تسرد الأزمانَ مُحْصِيةً
كم سَخَتْ، كم ألوتً اللأوى
ساءلتْ مرعى ثمود متى
كذّبت هاتيك بالطّغوى؟
* * *
علَّ مَنْ – يا عمرو – أنّثها
ذكّر (الميزانَ) و(الدَّلوا)
ما اسْمُ المُحْمَرِّ؟ أزْعُمهُ
بَدوياً ينشد البدوا
يرتدي وجه (السُّلَيْكِ) سوى
أنَّه ما جرَّب السطوا
* * *
ذلك المغرورُ رأَسَهُ
منزلٌ ما اختاره عضوا
وبه يشدون، داخلهُ
كلبةٌ تَسْتنتج (الجروا)
إن نوى التغييرَ مُسْتبقاً
غيَّر (الطربوشَ) والفروا
* * *
كلُّ نجمٍ – يا (حسين) – له
زوجٌة مِن زوجها أقوى
كيف يا (مسعودُ) ليلتُنا؟
مثلُنا جَوْعى بلا مأوى
علَّقتنا يا (حَمُودُ) كما
علَّقوا للهرِّة الشِّلوا
لو تدير الشُّهْبَ أرغفةً
قُلْ: وأطباقاً من الحلوى
سوف تُدعى خير خابزةٍ
ونُسمَّى خيرَ مَنْ قهوى
قلْ: لو (المفتاحُ) علَّمنا
كيف نطهو الفقه والنحوا
مَن يعي فحوى النجوم؟ على
وجهها تسري بلا فحوى
كالحصى ما عندها خيرٌ
لا لها خفْقٌ ولا نجوى
إن طوى الأدجى إشارتَهُ
نثَّ ما في قلبه الأضوى
* * *
ذاك من يدعو، أُجيب كما
يستعيد الألكْن الوأوا
إن حكى، قال السعالُ: صهِ
تَطْعَمُ الشيخوخةُ الربوا
* * *
هل تشبُّ الحرب يا (زُحَلٌ)؟
عند (سعد الذّابح) الفتوى
قيل: لا يُبدي نبوءتَهُ
قبل بدء الغارة الشَّعْوا
راقبوها طالما انتبهتْ
تنبري مِن قبل أن تُنوى
والسكارى خلفها تَبَع
يقتدي الغاوون بالأغوى
ترتئي في الكيِّ عافيةً
قلْ: متى في صلبها تكُوى؟
تنطوي عشطى فإن بدأتْ
رشفةً لا ترتضي الصحوا
كم أتتْ مِن نبتةٍ صرخَتْ
ترتعُ المخضرَّ و(الأحوى)
تحتذي (صيدا) إلى (رفَحٍ)
ترتدي أكتافها (رُضوى)
كهُف (إسرائيل) أعينُها
(كَمْبُ ديفدْ) كلبها الأعوى
هل أُسمَّى يا بني (يمنٍ)
راوياً عن أمِّكمْ (أروى)؟
مالقت هولاً، – ومِن عجَبٍ –
أرضعَت أعقابها التقوى
* * *
يا (مثنّى) مَن نؤمُّ وهلْ
كاشفتْ أهواؤنا المهوى؟
وإلى كم نكتسي غسقاً
يشتوينا، وهْو لا يُشوى؟
هل تركنا قبل صُحبتهِ
صحبةً أرضتْكَ أو مثوى؟
لا أرى – يا (زيدُ) – شقوتنا
غِرّةً تُشقي بنا الصفوا
إن خوى مِنّا النهار، فهل
نَعْمرُ الأمسيّةَ الأخوى؟
* * *
يا رفاقي لستُ أمْسِيَةً
كالأماسي شئتكمْ لهوا
ما امتطيتم منكبي ترَفاً
لا ولا حُمِّلتكم سهوا
عندكم أعلى الهموم، أنا
ليلةٌ أخرى بلا دعوى
* * *
لا أرابي بالنعاس ولا
حبركُمْ يستنطق اللغوا
لا يرى (الفستانَ) مرتعشاً
مادحاً يستنعِبُ الهجوا
لا يَغرُّ المُستَعِزَّ ولا…
يجتدي الأعذارَ والعفوا
سِرُّنا الأخفى قدرتِ على
نَشْرهِ مِن قبل أن نُطوى
– كلُّ (أيّوبٍ) يساهرني
يجتني النُّعمى مِن البلوى
* * *
يا رفاقي سوف أُوْدعكم
بابَ تلك الغاية القصوى
حيث للأشواقِ وجُ ضحىً
ولأحلامِ الكرى جدوى
ديسمبر 199م