سيرة الأيام
ديوان مدينة الغد > سيرة الأيام
ربما لا تطيق مثلي قراراً
فلنسافر… تساؤلاً وادكارا
يا صديقي الحنين.. من أين تدري؟
كيف عاد الضحى؟ وأين توارى؟
أتراه نهار الأمس… المولي
عاد أشهى صباً، وأسخى انهمارا
هل رماد الضحى، يحول رداء
للعشايا، لكي يعود نهارا
ألعشايا صبح كفيف يدلي
شوقه من رماد عينيه نارا
يسحب الظل، والطيوف الحزانى
ويعاني شوق الطيور الأسارى
ثم يأتي… كما مضى… في ذهول
شفقي ، يدمي ، ويندى افترارا
يا صديقي… وهل يعي كيف أغفي
جمر أجفانه وكيف أنارا
وهل الشمس طفلة، أو عجوز
تستعير الصبا، وتغوي المدارا
أتراها عصرية، أم تراها
متحفاً دايرا، يوشي الجدارا
ما الذي تدعي؟ لها كل يوم
مولد، كيف “يا فقيه بخارى”
أو ما أزوجت (وروما) جنين
و(أبو الهول) في حنايا الصحارى
أو ما أدفأت (ثبيراً) ولما
يلد الغيب (يعرباً) أو(نزارا)
فليكن… إنما الأصالات أبقى
جدة ، والنضار يبقى نضاراً
يا صديقي… فكيف يدعون هذا
مستعاداً، وذاك يدعى ابتكاراَ
ربما لم يجد شيء، ولكن
نحن نرنو، بناظرات السكارى؟
والربيع، الذي نرى اليوم، هل كان
الربيع ، الذي رأينا مراراً
وسنلقاه، بعد (كانون) أملي
بالرؤى من عيون أحلى العذارى
والمصيف الذي تراه كباراً
كان ذاك الذي شهدنا صغاراً
ولماذا صمت، ترنو يميناً
في شرود، وتستدير يساراً
كيف نغضي، وللسؤالات ركض
تحت أهدابنا، يخوض الغماراً؟
هل تحس الحقول ما سر(نيسان)؟
ومن أين عاد يهمي اخضراراً
كيف أصغت إليه؟ هل ضج يا أشواك
موتي… وبارك (الجلناراً)
أي فصل من الفصول التوالي
أسكت(البوم) وأستعاد (الهزارا)؟
أين يمضي الزمان: هل سوف يطوي
سفره، أو يعي فيشكو العثارا؟
ربما… إنما… لماذا ننادي؟
ويضيع الصدى، فنرجو القفاراً
أتظن الرياح، تدري إلى أين؟
ومن أين، تستهل المساراً؟
أتراها، تعطي الربى جانحيها
ذات يوم، وتستعير الوقاراً؟
يا صديقي… أنا وأنت اشتهاء
نحتسي الملح، أو نلوك الشفاراً
طال فينا جوع السؤال فأطعمناه
(كانون) واعتصرنا الغباراً
واجتداناًولائماً عاجلات
فطبخنا على النجوم الحيارى
كل ما عندنا نداء بلا رد
سؤال، يتلو سؤال، مثاراً
من دعانا؟ ومن ننادي؟ أصخنا
وانتظرنا، حتى حرقنا انتظاراً؟
فلننم… والنعاس يروي حكايانا،
ويرخي قبل الشروع الستاراً
مارس 1968م