صعلوك..من هذا العصر
ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار > صعلوك..من هذا العصر
كان يحس أنه خرابه
وأن كل كائنٍ ذبابه
وأن في جبينه غراباً
يشوي على أنفاسه غُرابه
وأنه نقابةٌ طموحٌ
وشرطةٌ تسطو على النقابه
وبعضه يلهو بهجو بعضٍ
وكله يستثقل الدعابه
* * *
وتارةً يرى البحور كأساً
في كفه والعالم استجابه
وأن في قميصه نبياً
أغنى عن الإعجاز والصحابه
وأن إبليس على يديه
أتى يصلي صادق الإنابه
وأن “هارون الرشيد” يرجو
في بابه التشريف بالحجابه
وأن أنف الشمس كان فأساً
من نصف قرنٍ طلق الحطابه
* * *
وتارة يرنو إلى الثريا
كحائضٍ نامت، على جنابه
تبدو لعينيه “بنات نعشٍ”
خناجراً غيمية الذرابه
ما طالعي؟ كانت تقوم أمي:
مكتوبةٌ على ابني “الشقابه”
رأت أبي كان عصاً “لفيضي”
وراعياً عند “بني ثوابه”..
وعند “ثاوي يفرسٍ”يرجي
-مثل ابن خالي- (مهنة الجدابه)
كانت تود أنني فتاةٌ
تغوي ثرياً، تحسن الحلابه
* * *
نجمي هنا، أرض الحمى سمائي
هذا نداه، أنجم مذابه
وبرج عشقي، مقلتا “أزالٍ”
وبرج حظي في يدي (رصابه)
المنحنى، في موطني شهابٌ
زاهٍ، وكل ربوةٍ شهابه
* * *
وههنا يصغي، يحس هجساً
ينشق من قرارة الكآبه
فيلمح المآذن استحالت
مشروع برقٍ، يبتغي سحابه
يخال صفر الرابيات تبدو
عرائساً، وردية الصبابه
* * *
يحكون عنه: أنه فقيرٌ
ونادراً ما يأكل القلابه(5)
وغالباً يمسي بلا عشاءٍ
عن نفسه ساهٍ، عن القرابه
وأنه يثني العقاب عنه
ولايمد الكف للإثابه
وأنه يشتم كل وكرٍ
وأنه يرتاد كل غابه
يستبطن المسارب الخفايا
من قعرها، في أول انسرابه
لذا رأوه، أخطر الحزانى
لأنه مستغرب النجابه
لأنه، من نفسه عليها
يخشى، ولا يسترهب الرهابه
* * *
من ذلك الصعلوك؟ صار هماً
وكان يوماً، تافهاً لعابه
بأمه، كان (الفقيه) يزري:
بشراك بابن الخير يا “كعابه”
وكان يدعى في صباه، نحساً
فصار يدعى، حامل الربابه
وكان يعطي الفعل حرف جر
ولايرى للمصدر انتصابه
ومثل شيخ النحو، كان يحكي:
تأنيث بابٍ -يا بني- بابه
ومن أسامي النابغين يروي:
(السهروردي) و”ابن خردذابه”
* * *
واليوم يغلي وحده كسفرٍ
للريح يروي: أغرب الغرابه
يلقي “سهيلاً” فحمه ويبدي
نجماً يعير الشارع الثقابه
يمحو تواريخ التي ستأتي
ويبتدي مستقبل الكتابه
(يوليو 1981)
* * *