مصارحة المأدبة الأخيرة
ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار > مصارحة المأدبة الأخيرة
(قيلت بعد مقتل السادات)
ألا اقتلْ كل مَن تلقى
إذا استبقيت لن تبقى
لأن القتل بعد القتل
طبّ الأمة الحمقى
* * *
قتلتُ قتلتُ، لا جدوى
غدوتُ الأقتلَ الأشقى
أبتّ جذورها، تنمو
أحزّ رؤوسها، ترقى
وأدفن مَن تُسمّيهِ
نقيّاً، يصعد الأتقى
بكل النار أشويها
ومِن جمراتها تُسقى
هنا تنهلُّ أمطاراً
هناك تُكثّف البرقا
وتحت قذائف (النابلم)
تندى، تحرق الحرقا
وتبدو أنجماً خضراً
ربىً وردّية زرقا
ترود قرارة الأغوار
كي تستبطن العمقا
* * *
لها دمويةُ كالصقر
تحت وداعة (الورقا)
تروعُ الباحث الأدهى
وتُعيي الواعظ الأتقى
أتدري؟ كل متراسٍ
هنا أعصى مِن (العنقا)
رصاصي ينثني عنهم
قتيلاً داخلي مُلقى
فجرِّب قتلهم، تصبح
شبيهي، جثّة غرقى
على أني أرى أني
أُمشّي خطّة خرقا
* * *
سأعطي، خطّة أخرى
ومالاً يدعم الخطّه
– فعلنا الأعنف الأضرى
أخفنا النسر بالبطّه
– نكظّ السوق ب”الوسكي)
ونطوي صفقة الحنطه
فنلهي كل صعلوكٍ
بسعر الخبز و(الشطَّه)
ونغري كل موصولٍ
بثانٍ نحرف الخُلطه
* * *
– مراراً قلتَ لي هذا
ووحدي أدخل الورطه
وعنك – وأنت لا تدري-
أنوء بصخرة الغلطه
لقد أسقطتُ بالثروات
بالسهران، بالشرطه
قبضت الكفّ عن هذا
لذا أسرفت في البسطه
ولم أُسقط بذا وجهاً
سوى المطوي على السقطه
سوى أُلعوبة الملهى
سوى المبني على الحِطّه
* * *
فهل حققتُ يا مولاي
ما يستوجب الغبطه
– مَن الأغبى، أنا أو أنت؟
تلك خلاصة النقطه
* * *
خلا مِن مخلبيه القطّ
لِم لا تحكُم القطّه؟
سدىً نختار سلطاناً
نريد أُنوثة السلطه
– خبطتَ بوجهي العشوا
فصرتُ نهاية الخبطه
* * *
– فدع لي الآن جمجمتي
وخذ وصفي، وخذ لقبي
وخذ دُروي، وأدويتي
ودعني، لا تخف غضبي
ومَن أُدعى؟ أما وطني
يردّ إليك منتَسبي
فلا أصبحتُ مِن بلدي
ولا مغناك مغتربي
* * *
أذع ما ترتئي سبباً
فأنت كما ترى سببي
كما استعملتني ذنَباً
منحتَ مكانتي ذنَبي
– فلم أصعد بمقدرتي
صعدتُ بزندك الخشبي
وما كانتُ الأحقَّ بذا
ولا هذا حصان أبي
فما أعليتَ مِن خلَفي
ولا أنزلت مِن رُتبي
* * *
عرفتَ اليومَ كيف ترى
بدأتَ أوانكَ الذهبي
ستثني كل عاصفةٍ
بهذا المشجب القصبي
بأفواجٍ مِن الأغراب
تدعى: الفيلق العربي
وهذا ما ارتكبتُ أنا
فهل تبني على كَذِبي؟
* * *
سيلقى ليلةَ خلَفي
على كفيكَ مُنقلبي
فمنذ الآن يرقبهُ
مصيرٌ كان مرتقبي
وأنت ستحتمي سنةً
وتهوي، لاحقاً عقبي
* * *