ليلة خائف
ديوان مدينة الغد > ليلة خائف
كانت قناديل المدينة
كالشرايين النوازف
والجو يلهث كالمداخن
فوق أكتاف العواصف
وهناك مذعور بلا
حان ٍ على الأشواك عاكف
كالطائر المجروح في
عش بأيدي الريح واجف
السقف ينذره ويصمت
أو يوسوس كالزواحف
والظل يلمحه وفي…
عينيه تحترق الهواتف
والباب يلغط بالوعيد
وينتقي أعتى الرواجف
ماذا هناك؟ وروعة
شيء كلعلعة القذائف
فأحس أفواج (التتار)
طوائفاً تتلو طوائف
ورأى النوافذ أعينا
كالجمر مطفأة العواطف
أين المفر؟ وهم وأستاني
وأحجم نصف تألف
فيفر وهو مسمر
والبيت يهرب وهو واقف
ومضت نجوم مطفآت
وانثنت أخرى كواسف
فروت إليه الريح خفلقة
معزوف ونحيب عازف
وعلى اختناق لهاثه
ضحى بصوت غير آسف
وهنا تحدى الرعب عينيه
إغفاء كأسحار المصائف
وتبنت الأحلام هجعته
وبدلت المواقف
فانهار قطاع الطريق
وأسكت الجو العواصف
ورأى فراديسها تدلله
تمد له المقاطف
وبرعمه عصف التيقظ
بالعلالات الخواطف
فأفاق ربع مخدر
ثلثي صريع نصف خائف
نوفمبر 1967م