خدعة
ديوان مدينة الغد > خدعة
من تمنحين الضحكة الواعدة
والهزة المعطاءة الناشدة
سدى تمدين إليه اللظى
لن تستحر الكومة الخامدة
قد أصبح الجوعان يا روحه
شبعان تزدان له المائدة
ألجمرات الخضر في لمسه
تثلجت واحدة واحده
تساءلي: أين اختفى وجهه؟
كيف انطفت أعراقه الواقدة؟
وفتشي عينيه هل فيهما
حتى رماد الجذوة البائدة
من ذا تثيرين، كما تقتفي
صبية عصفورة شاردة
يداه في مجناك لكنه
ريان، يحسو قهوة باردة
وكان لا يصحو ولا يرتوي
من دفء هذي الثروة الحاشدة
عودي إلى الأمس تريه كما
كان اجتداء أو منى ساهدة
أو حاولي أن تصبحي لعبة
أخرى ومدي نظرة كائدة
فالحلوة الأولى على نضجها
وخصبها كالسلعة الكاسدة
فكيف والأخرى غداً عنده
أولى فيا للخدعة الخالدة!
ماذا تقولين أكل الذي
يبني وتبنين بلا قاعدة
مايو سنة 1965م