شعري
ديوان من أرض بلقيس > شعري
غردْ فأنتِ الحبٌ والأحلامُ
إنْشِد يُصفقْ حولكَ الإعظامُ
يا كافراَ بالصمتِ والإحجامِ طرْ
وأهتفْ فداكَ الصَمتُ والإحجامُ
واسبحْ بآفاقٍ الجمالٍ وطُفْ كما
تهوى ويهوى جوَهُ البسامُ
* * *
يا شعري الفواحَ غردْ تحتفل
فيك العطورُ وتعبقُ الأنسامُ
لك منْ شفاه الفجر منتزهٌ وفي
صدر المروج مراقصٌ وهيامُ
في كل رابيةِ لقلبكَ خفقةٌ
وبكلٌ وادٍ حرقةٌ وضرامُ
ولصوتكَ الحاني بأجفانٍ الُُربا
غزَلٌ وفي قلبِ الربيعِ غرامُ
بستانُك الغبرا ومسرحُكَ الفضا
فلكَ الوجودُ مسارحٌ ومقامُ
* * *
شعري وأنت الفنٌ أنت رحيقُة
شفتاكَ كأسُ واللحونُ مُدامُ
حلقتُ فوق مسابح الأوهام لمْ
تلمحْ خيالَ جناحيكَ الأوهامُ
والماردُ العملاقُ يكتسحُ العلا
فتظلُ تهذي خلفهُ الأقزامُ
* * *
شعري تبناك الخلود فأنتَ في
ربواتهِ الأنعامُ والنَغَام
جسمتَ أنفاس الشذا فترنحتْ
فيك الطيوب كأنها أجسامُ
وغمستَ قلبك في الحياة وصغتها
لحناً صداهُ وصوتهُ الإلهامُ
وجلوت ألوان الطبيعة مثلما
يجلو الفتاة بفنهِ الرسامُ
شعري تناجى الحسنُ فيه والهوى
وتناغتِ الآمال والآلامُ
و تحاصرتْ فيه المُنى وتعانقتْ
في صدرهِ القُبلاتُ والتهيامُ
فإذا بكى أبكى القلوبَ وإن شدا
رقصت ليالي الدًهرِ والأيامُ
* * *
ظمآن يرتشفُ الجمالَ وكلما
أروى أو اماَ صاحَ فيه أوامُ
فلهُ وراءَ المجد أمجادٌ ومنْ
خلفِ المرامِ مطامحٌ ومرامُ
سيظلٌ يشدو كالجداولِ لا ولمْ
ينضبُ غناُه ولمْ يجفً الجامُ
* * *
لا! لمْ ينمْ شعري! ولمْ يصمتْ ولمْ
تصمتْ على أوتارهِ الأنغامُ
لمْ يستكنْ وتري ولمْ يسكتْ فمي
فلتخرس الأفواه والأقلامُ
** ** **