ليلة
ديوان في طريق الفجر > ليلة
رنت والدجى في خاطر الصمت هادىء
يطاوعه حلم وحلم يناوئ
وبين حنايا الليل دهر مكفنٌ
قديم ودهر في حناياه ناشئ
رنت والسنى في مقلة الليل متعبٌ
يئن وفي دور المدينة طافئ
* * *
فلاحت لعينيها خيالات عابرٍ
يحث الخطى حيناً وحيناً يباطئ
وجالت بعينيها هناك وهاهنا
فطالعها وجهٌ على العشق طارئ
وقالت: من الآتي؟ فأرعد قلبه
وأخجل عينيه الغرام المفاجئ
ورفت له من كل مرأى صبابةٌ
وضج حنين بين جنبيه ظامئ
وقال: فتىً تاهت سفينة عمره
وغابت وراء اليأس عنه المرافئ
يفتش عن سلواه في التيه مثلما
يفتش عن أهليه في الطيف لاجئ
فحارت به واحتار في الحب مثلها
فهل تبدأ الشكوى؟ وهل هو بادئ؟
* * *
ولفهما ظل السكينة والهوى
يعاند أحيانا أحياناً وحيناً يمالئ
فحدق يستقصي مفاتن جسمها
كما يتقصى أحرف السطر قارئ
* * *
وقال: فتاتي فيك تورق فتنةٌ
ويختال فجر كالطفولة هانئ
ويهتز في نهديك موجٌ مضرم
عميقٌ وفي عينيك يحلم شاطئ
وألفاظك النعسا تشع كأنها
على شفتيك الحلوتين لآلئ
وضمتهما في زحمة الحب نشوةٌ
وهوم في حضن الخطيئة خاطئ
فتاة يموج الحسن فيها وترتمي
عليها الصبابات الجياع الظوامئ
جمالٌ وإغراء وروحٌ نديةٌ
وجسمٌ بأحضان الغواية دافئ