مغني الهوى
ديوان في طريق الفجر > مغني الهوى
شعبان سنة 1376هـ
لا تسخري يا أخت بالشاعر
تكفيه بلوى دهره الساخر
رفقاً بغريد الهوى إنه
ينوح نوح الطائر… الحائر
يبكي بترديد الأغاني وما
للحنه والحب… من آخر
فلا تضيقي بمغني الهوى
وهل يضيق الروض بالطائر؟
تذكري خلف النوى عاشقاً
يلقاك في وجدانه الذاكر
أوما إلى كف الهوئ قلبه
إيماءة العنقود للعاصر
محرق الأنفاس تسري به
ظنونه حول الدجى العابر
* * *
والليل وادي الحب تنثال من
سكونه الذكرى على الساهر
وتلتقي الأشجان في جوه
مواكباً في موكب سادر
تمر بالأشواق أطيافه
كما تمر الغيد.. بالعاهر
وتستثير النائمين الرؤى
وتضحك الأوهام للسامر
كم شاق هذا الليل إلى
خلٍ ومطواعاً إلى نافر
وجالت الأحلام فيه كما
يجول سر الحب في الخاطر
وضم مشتاقٌ مشوقاً به
وحن ملهوفٌ إلى زائر
* * *
سل الدجى عن طيف “ليلى” وكم
حياه “مجنون بني عامر”
وسله عن أخبار أهل الهوئ
من أبعد الماضي إلى الحاضر
فإنه رحالة الدهر… كم
سرى الهوى في ركبه السائر
مسافرٌ يسري ويطوي السرى
على جناح الفلك الدائر
رحالة الأزمان يزجي إلى
مستقبل الدهر صدى الغابر
* * *
كم في حنايا الليل سرٌ
وما أكتمه للسر… والظاهر!
ينساق في الصمت وفي صمته
حنين مهجور إلى هاجر
وشوق مفتون إلى فتنة
ووجد مسحورِ إلى ساحر
وحقد مظلومٍ على ظالمٍ
وضغن مأسور على آسر
* * *
يا أخت: هل ألقى إليك الدجى
أشواق قلبٍ بالشقا زاخر؟
يستولد الآمال لكن كما
يستولد العنين من عاقر
* * *
يا ربة الحسن هنا مغرمٌ
يصغي لنجوى طيفك العاطر
معذبٌ تاريخه قصةٌ
حيرى كقلب التاجر الخاسر
رقي عليه إنه كله
قلبٌ شجي الشعر والشاعر