حين يصحو الشعب
ديوان في طريق الفجر > حين يصحو الشعب
جمادى الآخرة 1379هـ
أعذر الظلم وحملنا الملاما
نحن أرضعناه في المهد احتراما
نحن دللناه طفلاً في الصبا
وحملنا إلى العرش غلاما
وبنينا بدمانا عرشه
فانثنى يهدمنا حين تسامى
وغرسنا عمره في دمنا
فجنيناه سجوناً وحماما
* * *
لا تلم قادتنا إن ظلموا
ولم الشعب الذي أعطى الزمام
كيف يرعى الغنم الذئب الذي
ينهش اللحم ويمتص العظاما؟
قد يخاف الذئب لو لم يلق من
نابه كل قطيعٍ يتحامى
ويعف الظالم الجلاد لو
لم تقلده ضحاياه الحساما
لا تلم دولتنا إن أشبعت
شره المخمور من جوع اليتامى
نحن نسقيها دمانا خمرةً
ونغنيها فتزداد أواما
ونهني مستبداً، زاده
جثث القتلى وأكباد الأيامى
كيف تصحو دولة خمرتها
من دماء الشعب والشعب الندامى؟
* * *
آه منا آه! ما أجهلنا؟!
بعضنا يعمى وبعض يتعامى
نأكل الجوع ونستقي الظما
وننادي “يحفط الله الإماما”
سل ضحايا الظلم تخبر أننا
وطنٌ هدهده الجهل فناما
دولة “الأجواخ” لا تحنو ولا
تعرف العدل ولا ترعى الذماما
تأكل الشعب ولا يسري إلى
مقلتيها طيفه العاني لماما
وهو يسقيها ويظمى حولها
ويغذيها ولم يملك طعاما
تشرب الدمع فيظميها فهل
ترتوي؟ كلا: ولم تشبع أثاما
عقلها حول يديها فاتحٌ
فمه يلتقم الشعب التقاما
* * *
يا زفير الشعب: حرق دولةً
تحتسي من جرحك القاني مداما
لا تقل: قد سئمت إجرامها
من رأى الحيات قد صارت حماما؟
أنت بانيها فجرب هدمها
هدم ما شيدته أدنى مراما
لا تقل فيها قوى الموت وقل:
ضعفنا صورها موتاً زؤاما
سوف تدري دولة الظلم غداً
حين يصحو الشعب من أقوى انتقاما؟
سوف تدري لمن النصر إذا
أيقظ البعث العفاريت النياما
إن خلف الليل فجراً نائماً
وغداً يصحو فيجتاح الظلاما
وغداً تخضر أراضي، وترى
في مكان الشوك ورداً وخزامى.