عيد الجلوس
ديوان في طريق الفجر > عيد الجلوس
3جمادى الآخرة 1378هـ
هذا الصباح الراقص المتأود
فتنٌ مهفهفةٌ وسحرٌ أغيد
ومباهج ما إن يروقك مشهدٌ
من حسنه حتى يشوقك مشهد
الفجر يصبو في السفوح وفي الربى
والروض يرتشف الندى ويغرد
والزهر يحتضن الشعاع كأنه
أم تقبل طفلها وتهدهد
في مهرجان النور لاح على الملا
عيد يبلوره السنا… ويورد
فهنا المفاتن والمباهج تلتقي
زمراً تكاد من الجمال تزغرد
عيد الجلوس أعر بلادك مسمعاً
تسألك أين هناؤها؟ هل يوجد؟
تمضي وتأتي والبلاد وأهلها
في ناظريك كما عهدت وتعهد
يا عيد حدث شعبك الظامي متى
يروى؟ وهل يروى وأين المورد؟
حدث ففي فمك الضحوك بشارةٌ
وطنيةٌ، وعلى جبينك موعد
فيم السكوت ونصف شعبك ها هنا
يشقى.. ونصفٌ في الشعوب مشرد؟
يا عيد هذا الشعب، ذل نبوغه
وطوى نوابغه السكون الأسود
ضاعت رجال الفكر فيه كأنها
حلمٌ يبعثره الدجى ويبدد
للشعب يومٌ تستثير جراحه
فيه ويقذف بالرقود المرقد
ولقد تراه في السكينة… إنما
خلف السكينة غضبة وتمرد
تحت الرماد شرارة مشبوبةٌ
ومن الشراره شعلةٌ وتوقد
لا، لم ينم ثأر الجنوب وجرحه
كالنار يبرق في القلوب ويرعد
لا، لم ينم شعب… يحرق صدره
جرح على لهب العذاب مسهد
شعب يريد ولا ينال كأنه
مما يكابد في الحجيم… مقيد
* * *
أهلاً بعاصفة الحوادث، إنها
في الحي أنفاس الحياة تردد
لو هزت الأحداث صخراً جلمداً
لدوى وأرعد باللهيب الجلمد
بين الجنوب وبين سارق أرضه
يوم تؤرخه الدما وتخلد!
الشعب أقوى من مدافع ظالمٍ
وأشد من بأس الحديد وأجلد
والحق يثني الجيش وهو عرمرمٌ
ويفل حد السيف وهو مهند
لا أمهل الموت الجبان ولا نجا
منه، وعاش الثائر المستشهد
يا ويح شرذمة المظالم عندما
تطوى ستائرها ويفضحها الغد!
وغداً سيدري المجد أنا أمةٌ
يمنيةٌ شما، وشعب أمجد
وستعرف الدنيا وتعرف أنه
شعب على سحق الطغاة معود
فليكتب المستعمرون بغيظهم
وليخجلوا، وليخسأ المستعبد
عيد الجلوس وهل نصت لشاعرً
هناك وهو عن المسرة ميعد؟
فاقبل رعاك الله تهنئتي وإن
صرخ النشيد وضج فيه المنشد
واعذر إذا صبغ التنهد نغمتي
بالجرح فالمصدور قد يتنهد