في طريق الفجر
ديوان في طريق الفجر > في طريق الفجر
27 جمادى الآخرة سنة 1382هـ
أسفر الفجر فانهضي يا صديقه
نقتطف سحره ونحضن بريقه
كم حننا إليه وهو شجونٌ
في حنايا الظلام حيرى غريقه
وتباشيره خيالات كأسٍ
في شفاه الرؤى، ونجوى عميقه
وظمئنا إليه وهو حنين
ظامىء يرعش الخفوق شهيقه
واشتياق يقتات أنفاسه الحمر
ويحسو جراحه… وحريقه
وذهولٌ كأنه فيلسوفٌ
غاب في صمته يناجي الحقيقه
وطيوف كأنها ذكرياتٌ
تتهادى من العهود السحيقه
واحتضنا أطيافه في مآقينا
كما يحضن العشيق العشيقه
وهو حب يجول في خاطرينا
جولة الفكر في المعاني اللدقيقه
والتقينا نريق دمع المآقي
فأبت كبرياؤنا أن نريقه
واحترقنا شوقاً إليه وذبنا
في كؤوس الهوى لحوناً رقيقه
وانتظرناه والدجى يرعش الحلم
على هجعة القبور العتيقه
والسرى وحشة وقافلة الس
فر يخاف الرفيق فيها رفيقه
وظلامٌ لا ينظر المرء كفي
ه ولا يسعد الشقيق شقيقه
هكذا كان ليلنا فتهادى
فجرنا الطلق فالحياة طليقه
* * *
فانظري: “يا صديقتي” رقصة الفجر
على خضرة الحقول الوريقه
مهرجان الشروق يشدو ويندى
قبلاتٍ على شفاه الحديقة
فانهضي نلثم الشروق المغني
ونقبل كؤوسه ورحيقه
واخطري يا صديقتي في طريق الفجر
كالفجر، كالعروس الأنيقه
واذكرى أننا نعشنا صباه
وحدونا، على خطاه الرشيقه
وسكبنا في مهده دفء قلبي
نا وأحلامنا العذارى المشوقه
نحن صغنا أضواءه من هوانا وفرشنا
بالأغنيات طريقه
وشدونا في دربه كالعصاف
ير… وشدو الغرام فيض السليقه
لن نطيق السكوت فالصمت للميـ
ت وتأبى حياتنا أن نطيقه
* * *
نحن من نحن؟ نحن تاريخ فكرٍ
وبلادٍ في المكرمات عريقه
سبقت وهمها إلى كل مجدٍ
وانتهت منه قبل بدء الخليقه
فابسمي: عاد فجرنا وهو يتلو
للعصافير من دمانا وثيقه