ليلة فارس الغبار
ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل > ليلة فارس الغبار
مليت مملكة الجبين العالي
فوقعت من رأسي، إلى سروالي
كان المساء يجرني كذيوله
وأجر خلف جنازتي، أذيالي
أختال كالسلطان، حاشيتي الحصى
تحتي – بلا فخر – حصان الوالي
جيشي عفونات الأزقة تحتفي
حولي، وراياتي خيوط سعالي
* * *
أهلاً، وكيف الحال شكراً أدعي
ترف الامبر، حصافة (اللبرالي)
أبدو كمالي، يعادي ما له
وأفيق أسخر، بالفقير المالي
لكنني أرمي، وراي حقيقتي
وأجيد تمثيل المحب السالي
* * *
في طينة الحمى، أغيب دقائقاً
عني وأصحو، يرتمي أمثالي
أنسى تفاصيلي، كبدء رواية
قبل البداية، ينتهي أبطالي
وأعود، قدمي ورائي جبهتي
نعلي وساقي، في مكان قذالي
عريان يلبسني الذباب أحسني
كالنعش، كالبئر العميق الخالي
كسير ماخور، يجفف بعضه
بعضاً، وينتظر النزيف التالي
* * *
هل كنت، أين أنا؟ أفتش لم أجد
شخصي الجديد، ولا كياني البالي
من أين يا جدران جئت؟ خلالها
أمشي، وأرجلها تجوس خلالي
كان الطريق بلا يدين، يقول لي
خلطت يميني، حكمتي بشمالي
لا درب غيري، منتهاي كأولي
أنوي السؤال، يرد قبل سؤالي
الشمس، تبحث عن جبين تزدهي
فيه فتهوي، ترتدي أوحالي
هل غير هذا يا طريق تقول لي؟
أسألت؟ يمضي يحتذي أوصالي
فأفر من فخذي إلى فخذي، ومن
عرق إلى عرق، أجر خبالي
* * *
فوقي سوى رأسي، وشيء تحته
رأسي، وفي جلدي، عجين آلي
شيء كسقف السجن،ينفيني إلى
غيري، ويرجعني إلى أسمالي
* * *
والآن هل خسرت هواتف أزمتي؟
نامت وأسهرت الركام حيالي
كانت، كواكب المخبرين عشيتي
تجري ورايا، تهيء استقبالي
وبلا عشاء بت ذاك لأنني
بعد الغروب، لبست (امبريالي)
* * *
أعطيت قوت الشهر، أثمن تافه
ليصير – أرخص ما يكون – الغالي
أصبحت مكتشف التفاهة فاتحاً
بعجين ثانيتين، جدب ليالِ
* * *
جربت قتل الوقت، لكن ها أنا
بت القتيل، وما قتلت ملالي
ماذا فعلت؟ أردت شغل بطالتي
لكن أردت، وما عرفت مجالي