التاريخ السري.. للجدر العتيق
ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل > التاريخ السري.. للجدر العتيق
يريد أن ينهار هذا الجدار
كي ينتهي، من خفية الانهيار
يريد لكن، ينثني فجأة
عن رأيه، يحسو حليب الغبار
يهم أن يرثي، جداراً هوى
يراه فوراً، صار ألفين دار
عجيبة يا ريح… ماذا جرى؟
تشابه الميلاد، والانتحار
اختار هذا ما ترى.. من رأى
قبلي ركاماً؟ أحسن الاختيار
الانفجار المبتدي – عادة –
يعطي رماداً، قد تسميه نار
ألم تجرب؟ كلهم جربوا
منهى التردي، أول الانفجار
* * *
برتد مدهوشاً، إلى جلده
كهارب يخشى، سقوط الإزار
كحقل دود، وسط رمانة
كثوب لص، خارج من حصار
يبدو كانسان، لاشواقه
روائح الملهى، وشكل القطار
عليه جلد ورقي له
عشرون قرناً، تقبل الإعتصار
كمدع – موطنه عنده
على قميص العيد – ، احلى زرار
* * *
أنا هنا، اعلى الربى قامة
يداي لا تلقى اليمين اليسار
بل ليس لي كف لسيف، أما
سنان (عمرو) ذاك ! أمضى الشفار
في لحية (المريخ) ، لي مكتب
نهد (الثريا) فوق بابي شعار
لكني كالسهل، لا سور لي
مفتح للفتح، والانجرار
تصوروا، يوم اعتدى جيرتي
انعلت وجهي، خيل حسن الجوار
أهوى التساوي، قاطعاً كل من
يبدو طويلاً، كي يساوي القصار
يوم اشتكت قمع الخمار ابنتي
انصفت، البست البنين الخمار
وها هنا ينهي، لكي يبتدي
يقص عن اصدائه، باختصار
* * *
يقعي كجنديين، عادا بلا
نصر يبولان، دم الانتصار
يشتاق لو يعدو، كسيارة
لو يحمل البحر، كإحدى الجرار
لو وجهه نعلا حصانين، لو
ساقاه (مبغا) في قميص النهار
لو تصبح الابحار بيدا، ولو
عواصم الاصقاع، تمسي بحار
يطير لكن، يرتئي نعله
ترقيع رجليه، بماء الوقار
لا شيء غير النعل، جذر له
يلهي بهذا القش، ريح القرار
* * *
هل مت؟ يبو مت، لا إنها
دعاية، زيف، دخان مثار
(مسرور) تدري كيف إسكاتهم
لا تبق حياً، صدقت (جلنار)
تسد باب الريح، كي لا ترى
إني دخان، من رؤى (شهريار)
الشعب، داء الشعب تقتيله
أشفى، ليبقى الأمن، والازدهار
يهون حقد (الشمر) يا (كربلا)
لو لم يكن في كفه (ذو الفقار)
ماذا؟ اتدعو حكمتي فرصة
للغزو؟ قل: صححت بدء المسار
كيف ألاقي جبهة خارجي
وفي قذالي، جبهة من شرار
لا لم أمت جداً، أما رايتي
خفاقة، فوق ظهور الفرار !
حوافر المحتل، في شاربي
لكنني أشبعت، منه الدمار
لأنني جزءته… نصفه
سيفي، ونصف داخلي مستشار
وها هنا ينهي، يرى وجهه
من منكبيه، في مرايا الفخار
غني (أليزا) (جوليان) اخلعي
عباءتي، ساقي أدرها، أدار
يود لو ما بين فخذيه في
إحدى يديه، خاتماً أو سوار
جريدة، أخبارها عن حصى
ينمو، وعن (ديك) تعشى (حمار)
رواية، أبطالها عوسج
يمشي، وأطيار تبيع المحار
* * *
لي جبهة من موقد (الشنفري)
وجبهة مطبوخة، بالبخار
في غير جلدي، أعشبت قامتي
وكان جلدي، من شميم (العرار)
رأسي سوى رأسي الذي كان لي
يا سادتي بيني، وبيني قفار
* * *
بيني وبيني، من يسمى أنا
فوق الأنا الثاني، أنا المستعار
وههنا يصغي… أقلت الذي
أعني؟ وهل أعني؟ هنا الابتكار
* * *
يود لو كفاه، أشهى صدى
لمعزف، لو مقلتاه (هزار)
لو قلبه منديل، (عرافة)
لو أنفه، مروحة الانتظار
يريد ما ليس يعي، يبتدي
يعي وقد فات، أوان البذار
الموسم الوهمي، لأغبى المنى
يعطي – قبيل الحرث – وهم الثمار
* * *
ماذا أنا؟ شيء مسيخ بلا
عرق، بلا شيء، يسمى إطار
قد كان ينمو الطفل، واليوم لا
ينمو صغير، كي يطول الكبار
يعود ينهي الكأس، من بدئها
فيبتدي قبل الشراب الخمار
هل كنت أحكي؟ مطلقاً… من حكى
في داخلي كان ينام الحوار
* * *
يريد أن ينهار، خصر الضحى
والليل كي ينهار، هذا الجدار
(فبراير1976)