أمسية حجرية
ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل > أمسية حجرية
كغراب، يرتمي فوق جراده
سقطت وجعي، تدلت كالوساده
كنسيج الطحلب الصيفي نمت
أعشبت فيها، وفي وجهي البلاده
وعلى الجدران، والسقف ارتخت
مثل فخذي مرأة بعد الولادة
تحتسيني، تحتسي هادئة
مثل من صار لديه القتل عاده
ترتدي الانقاض والشوك على
جيدها من اعين الموتى قلاده
* * *
كنت أذوي، باحثاً عن مطلع
كان يهذي عابر، (فرحان غاده)
سأسميه (ظفاراً) (مذحجاً)
لو أتت أنثى أسميها (سعاده)
هل لها، أو هل له مستقبل؟
هل ولدنا نحن، في حضن الرغاده؟
أمنت (سيجون) (بيروت) ابتدت
ترتمي ترمي، بلا أدنى هواده
نفس ذاك الدور (يحيى) قالها:
كيف أضحى نابهاً، كير الحداده
* * *
كنت أصغي… يا دجى: قافية
لمحة يعطي، حكايات معاده
كان مخمور يدوي: من أنا
إنني (عنترة) هاتوا القياده
ردني (ابليس) عن أبوابه
وثناني الشيخ، عن بيت العباده
* * *
كنت أفنى… كان يغزو جارة
فاري يروي، اعاجيب الاراده
بعد مضغ القات، – فيما يدعي –
يغتذي (كبشاً) يعب الشاي (ساده)
يخطف البكرين، من برجيهما
لبطولات الهوى – طبعاً – رياده
* * *
حارس يبتز ما يحرسه
ويدين الصبح (سعداً) أو (قتاده)
راح يحكي: إنه يلقى الذي
كابد (الفاروق) ، في عام الرماده
يا دكاكين… ويوحي: رشوة
في عهود المال، تزداد النكاده
كنت أنهي الشطر… جار يبتدي
خصمه، اشبعت للقاضي المزاده
شاهد محترف ألبسة
حضرة القاضي، قميصاً من زهاده
يستوي في الدمن السمسار، من
يلهم الهجو، ومن يغري الاشادة
قال لي: من أنت؟ نذل إنني
مثله مستعمر، باسم السياده
طفل جاري كان يستسقي… أنا
كنت أرجو، لحظة حبلى جواده
* * *
من هنا؟ كلب يهوْهِي، هرة
تتنزى، منزل يشدو (حماده)
شارع يبكي الضحايا، مكتب
يمنح الجاني، وساماً وشهاده
جثث تهوي، بلا فائدة
خنجر دام، له كل الافاده
زادت الامسية الوجعى أسى
مثل غيري لم أزد، أنت الزياده
أترى الصرعى؟ لهم بدء، متى؟
ينضجون الآن، في جوف الاباده
كنت أفنى..لم تجب، كنت على
زعمها أزداد، نضجاً وإجاده
(يونيه 1975)