امام المفترق الاخير
ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل > امام المفترق الاخير
يا شعر… يا تاريخ… يا فلسفة
من أين يأتي، قلق المعرفة؟
من أين يأتي؟ كل يوم له
غرابة… رائحة مرجفه
نألفه شيئاً… فيبدو لنا
غير الذي نعتاد… كي نألفه
لكن له في كل يوم فم
ثانٍ… يد ثالثة مرهفه
حيناً له كبر… وحيناً له
تواضع أغبى من العجرفه
وتارة تعلو وتهوي به
أجنحة غيمية الرفرفه
أصم كالأحجار… لكنه
يدوي، ولا صوت له، لا شفه
ينوي كفنان، بلا فكرة
يغلي… كطيش الفكرة الملحفه
نحس أنا مأسويون لا
نملك للمأساة غير الصفة
يجترنا الخبز، فتقتاتنا
– من قبل أن نشمها – الارغفه
نموت ألفي مرة… كي نرى
كل يد مشبوهة، مسعفه
***
يا دور يا أسواق، ماذا هنا
موت تغاوي، وجهه الزخرفه
رعب صليبي، له أعين
خضر… وأيد بضعة متلفه
***
يا فندق (الزهرا) محال تعي
قضية (المنصورة) المؤسفه
ويا (مخا)… ماذا سيبدوا إذا
تقيأت أسرارها الاغلفه؟
تفنن الموت… فاضحى له
جلد أنيق… مدية مترفه
يمتص بالقتل الحرير كما
يجتاح، بالوحشية المسرفه
يلمع الاوباء، كي ترتدي
براءة أظافرها المجحفه
من أين نمشي يا طوابير… يا
سوقاً من الأنياب والهفهفه؟
من أين يا جدران… يا خبرة
تزوق التمويت، والسفسفه؟
من ها هنا… أو من… وتجتازنا
– من قبل أن نجتازها – الارصفه
***
هل ننثني يا شوط؟ هل ينثني
نهر يريد العشب، أن يوقفه؟
هنا طريق، لا يؤدي… هنا
درب… إلى الرابية المشرفه
هذا عنيف، وله غاية
وذا بلا قصد، وما أعنفه
(مارس 1975)