بين الجدار.. وجدار
ديوان زمان بلا نوعية > بين الجدار.. وجدار
هذا الجدار يقول لي… ويعي
همسي، ويصغي للرياح معي
يرنو إلى كصمت مملكة…
للطيف تهمس: مات مجتمعي
ويشم مأساة تقطعني
وأشم في مأساته قطعي
يحكي بلا صوت وأسمعه
أهذي وأصمت وهو مستمعي
يبكي كما أبكي يساهرني
أغفو رؤى عينيه مضطجعي
***
من أين جئنا يا جدار؟ أنا
منك انبثقت وجئت من وجعي
أورقت في نجواك جمر هوى
وهجست كالميعاد في ولعي
***
وهنا التقينا كنت مصطنعاً
وأنا كلا شي كمصطنعي
مسعاك لا صحو ولا مطر
والعقم مصطافي ومرتبعي
أمضي…. خيول الأمس تسبقني
أعيا الوصول وضاع مرتجعي
***
أتخاف مثلي يا جدار؟ ولا
تدري وأبدو لا أعي فزعي
كالناس أنت؟ ولايرى أحد
توقي إلى ريي إلى شبعي
***
من كل خاو صغتني وكما
أنبتني أثمرت مبتدعي
أو ما اقتلعت من البلى مزقي؟
وهتفت: يا كسلى هنا انزرعي
يا هذه عن أختك ابتعدي
يا تلك عن عماتك انتزعي
يا ساق أصبح جبهة ويداً
يا ظهر أبطن يا يد انقطعي
سلفت جمجمتي بخاصرتي
وركمت تطويلي بمتسعي
ودخلتني أصبحت من أثري
مثلي جداراً حزنه جزعي
***
أو ما اصطرعنا؟ لم تعد طرفاً
بيني وبيني شب مصطرعي
ما كنت تطمع قبل خلطتنا
واليوم تحكي أنت عن طمعي
***
أنت اخترعت شقاوتي وأنا
أبدعت في إقلاق مخترعي
شكلتني بأجد هندسة
ولبستني كعباءة (البرعي)
***
أترى سقطنا؟ هل تمت إلى
راق؟ أأدري أين مرتفعي؟
ما زالت تذكر أنني (نخع)
ونسيت سيف (الأشتر النخعي)
أغسطس 1977م
* * *