اليوم.. قبل الأخير
رجعة الحكيم بن زائد > اليوم.. قبل الأخير
كما تبغت البشرى سرى أخضر الخطى
على منكبي شوقٍ له أعين القطا
تليه روابٍ من نبوءات بارقٍ
كما ماج صيف بالخزامى تحوطا
من العكس حتى العكس يجتاز ذاته
إلى ذاته الأعلى، يدين التوسطا
* * *
يصافي كما يفضي الربيع بسره
يعادي كما تعيي الحمامات أرقطا
يغني نثيثاً واحتمالاً مشرداً
من القلب ينسى أي دقاته امتطى
* * *
على شوقه يشوى ليرقى غمائماً
وينصب للأطيار والنحل مهبطا
وحيناً يرى عكس الأماني، وتارةً
كما تعشق الشمطا الغلام المقرطا
* * *
وشت ليلة حيرى بدقات قلبه
إلى البدء واستأنى يروض المخططا
وقال انتظر يا قلب، أختار مطلعاً
ألم كتاباً شاخ حتى تفرطا
وأوغل في مرمى الشتات ململماً
معيداً إلى أرقامه ما تلقطا
وخط عليه، سوف أكسر بيضتي
كما أنضجتني، سوف أطهو التورطا
على أفصح الضحوات، أغدو وأنثني
وفي الظلمة الأغشى أضيء التخبطا
* * *
فترنو الثواني من شروخ انتظارها
ترى القرب ما أبداه، لا البعد أقنطا
هل انهار ذاك الباب يا ريح؟ ربما
نأى أو نأيتم، لا أرى الآن أشحطا
وكان (السرى) يتلو مظن انبثاقه
كتاباً سيحكي عنه أرضى وأسخطا
* * *
فقال (السهى): يا (مشتري) هل عرفته؟
دعوه (خزاعياً) أبوه تنبطا
وقال الفتى النجام: أسماؤه كما
تراها، ودع للسرك أعلى وأضبطا
فتفضيله أدعى إلى قتله به
فتنشق عنه، ثم تدعوه أحبطا
وقص كتاباً غامضاً عن ختانه
وأخبار يوم اعتم حتى تسمطا
* * *
ومن أين تستدنيه؟ من بدء بدئه
إليه،وماذا عنه من يوم أنفطا؟
عليك تقحم ذلك الشوط مكرهاً
لكي تمتطيه بعد عامين منشطا
تسقط معي أخباره يا أخي السهى
إليه ترفع، فهو ما اعتاد مسقطا
ولا خاطه كالطين شيء إلى الثرى
ومن قبله أعيا الثرى والمخيطا
وما شأنه إن مر يستنبح الحصى
عليه، ويستعوي الغبار المغلطا
* * *
ومن ذلك الساري؟ يلوح ثلاثةً:
يغني، يجيب الصمت، يهجو المثبطا
ومن غير باب القصد يأتيه مضحكاً
أعرني كتاباً، لاجليداً منقطاً
وهذا الذي ألفته نصف معربٍ
يريد لساناً، كي ينادي ويلغطا
* * *
وأنت لكان واسمها تشحذ المدى
وعند جواب الشرط تستل مشرطا
إذا كنت تعنى بالألى أنت بعضهم
فألف عروبياً فصيحاً مبسطا
كهذا، وماهذا، متى كان كاتباً؟
عرفناه أمياً إلى أن تسلطا
صدقت، فما لاحظته مرةً على
محيا كتابٍ مسرحياً منمطا
* * *
وأما الذي يذكي دم الحرف نبضه
عليه يلاقي رهط (ياجوج) أرهطا
ويرتاب ما للذئب لا يرتع الكلا
ويلقى الظلام الرابط الجأش أربطا!
يريه جهاز الجلد عشرين ناقراً
أتدعوه يا تفصيل أقرى وأسوطا!!
أما قال هذا عنك يا (مشتري)، متى
رأى لي صوباً من تراثية الخطا!
* * *
أمن فجر عهد النفط تغدو مؤرخاً؟
أراني بذاك العهد أحوى وأحوطا
سأشتق منذ الآن حبراً وكاغداً
من النفط يبدو واقعياً ممغنطا
بمن سوف تستهدي؟ بمنطوق حكمةٍ
توازن، وزن لا مفرطاً لا مفرطا
* * *
أأنت على عراف (ذيبان) منطوٍ؟
لبست وإياه من المهد مقمطا
أعنونت فصلاً؟ بت أستل عرقه
من القحط، كي لا ينجب الآن أقحطا
* * *
سأجلوه من ظلي أبيه وأمه
كصبحٍ شتائيٍ رأى الجو أشبطا
وأشتف من يوم الختان زواجه
وكم زار معتماً ولاقى ممشطا
* * *
هل استوقف التاريخ مشط وعمةٌ؟
إلى الأغمض الأقصى تخطى المحنطا
إلى الجوهر الأخفى توغل مكاشفاً
أعصر الشظايا فوقها استنعم الوطا؟
أفي ساحة (القصرين) صلى (ابن حوشبٍ)
لأن (الجنابي) باسم (مرزا) تقرمطا
أقال عن (ابن الفضل) بت العرى به
وأي جوادٍ ليس يحتاج مربطا!!
وهل بايعوا ذاك اختياراً كما أدعى
وهذا اشترى العكسين، قل كيف خلطا؟!
وما سر (فيدل) مثل ما كان ينتمي
إلى الشعب يأبى أن يذل ويغمطا؟
وهل قاد تيار الجماهير ثائرٌ
لهم، لا له يجتاز سهلاً ومئقطا(6)
وهل (هنت) بيزنطا التي لا يرونها؟
وكم (ذي القروح) اليوم؟ دع أسفل الغطا
* * *
أذاك رسول الفجر؟ ما قال يا سهى؟
لميمون وعد أن يهنى ويغبطا
أتصغي؟ دعا (المريخ) هل ذر نجمه
كما استخبر الأنسام ماذا تأبطا
أجابت: أرى (المهدي) وإياه واحداً
و(زرقاء) في عينيه تهواه أشمطا
أكان العطا يعدو ثلاثة أحرفٍ
ولاح، فأوحى وجهه سورة العطا