مرقسيات النفط اليماني
رجعة الحكيم بن زائد > مرقسيات النفط اليماني
يقال: قبيل ختان (الإمام)
رأوك عياناً، ورؤيا منام
وقال الألى: سمعوا شاهدوك
ب(نيعان) ليلاً، ضحى في (شبام)
وقال الألى: شاهدوا ما رأوا
محياك، لكن رووا عن (حذام)
* * *
وقيل: أضأت الدجى فاهتدى
إلى حصن (كحلان) من في (عرام)
وكنت تفسر غيب المنى
وتغدو الهوينا، وتسري اقتحام
* * *
وكان عليك اصفرار النضار
بياض الصلاة، اسوداد الغمام
وودية التين تحت الندى
وورسية الطفل بعد الفطام
* * *
وقيل: بلا أي لونٍ، وقيل:
له حمرة كاحتراق الظلام
وذو لثغةٍ ما لغاها صبي
وشيخوخة غير شيب الأنام
* * *
يكر ويعيا فيبدو كمن
أتى وحده الآن من عهد (سام)
له من قروح (امرىء القيس) ثوب
وكوفية من غيوم الشآم)
بأردانه طيف (سقط اللوى)
ومن (شعب دمون) عرف (البشام)
لأهدابه خفق عصفورةٍ
رأت رازقيا بوادي (رجام)
* * *
وأول من كاشفته عجوز
ب ماذا تبشرنا يا (عصام)؟
توالي الزيارات ليلاً وما
تلم بنا الصبح إلا لمام
تمرقست ضوءاً، ودفئاً لكم
فهل ذاب تبراً قبيلي همام؟
* * *
وقيل: خيالات بؤس هوت ورؤيا
جراحٍ تريد التئام
وقيل: يشق التضاريس من
حشاها، ويعلن بدء القيام
* * *
من القعر يرقى عليه لثام
فينشق نجمين ذاك اللثام
ويمتد كالجدول الملتوي
إلى الخلف، وهو يؤم الأمام
* * *
على نبض عينيه يحبو المساء
كحس العذارى ببدء الغرام
ويطفو على منكبيه كما
على مرشف الكأس- تطفو المدام
* * *
أمن (قاع شرعة) أو مأت أم
تصاعدت من شرق (غيل السنام)
أفاجأت (صعفان) بعد العشاء
وأخبرت (ضوران) قبل (الحيام)
أأبرقت من (قاع ذي ماجدٍ)
فدل البريق عليك الأوام
* * *
وعنك حكى سفر (خولان) جيماً
فزادت (ذمار) على الجيم لام
فأوصى الفقيه اللواتي إلى
سواقيك يسرين بالاحتشام
وألا يقطقطن مثل القطا
وأن يجتنبن احتكاك الزحام
* * *
فباح بمن ضاع فانوسه
بمن خلفت في المغار الحزام
بمثرٍ سرى راكباً وانثنى
كليلاً بكفيه ربع الخطام
بمن عرجت والتوى فارتدت
جذيعاً رأوه انحنى واستقام
* * *
“قفا نبك، أو نحك لا منزل”
تخيم كل قطامٍ قطام
ألي خبر كعشايا (القرود)
أوردي كيوم انقضاء الصيام؟
بذا بشر الرايح المغتدي
ومن عاد أفضى إلى من أقام
* * *
وأخبر عنك الرداعي(تعزاً)
فقالت: ب(صنعا) يباع الكلام
فقال: رأته يريمية
يزاقي مسافرةً من (مرام)
وقالت: إذا ارتاع، فيه اختفى
ثوان، ولاح كحدى الإكام
وبالأمس جام الأواعي هنا
هناك سقى الريح مليون جام
وقال لسرب الرواعي: سلام
وعنهن رد الغموض السلام
ولما أتته ابنة (الدودحي (
حكى ما حكى، فاستهامت، وهام
وبات يباكي الربى كالتي
تفتش عن ناهديها الركام
* * *
ومن ذا رأى حاملات الجرار
عليك يفدن كأظمى الحمام
يجئن خليطاً فلاذي، وذا
ولا من حلال، ولا من حرام
* * *
ويرجعن يهمسن سراً كما
توشوش بنت الثمان الغلام
يقلن ويسكتن، يندى السكوت
كلمع البكا من خلال ابتسام
* * *
أمن شهدوا حرضاً) شاهدوك
فكيف انطفى في العروق الضرام؟
أأسكرت عشراً، ولما أفقن
قليلاً شأى المستهل الختام
* * *
فمن عام خمسين لا حس عنك
حوى حس عامين قتل (الإمام)
بتلك الدياجي دجا شاربي
فقلن: متى بلغ الإحتلام؟
وقيل: متى جئت عفواً وأين
وقيل: أذاعتك (برمنغهام)
وقيل: رآك الألى نقبوا
رماد نجوم علاه (الجثام)
(تمارا) نفت أي نفطٍ، وهل
تجلت من البدء وجه التمام؟
سمعت المدام التي ترجمت
وكنت أود احتضان المدام
توسمتها ثقبت خامتي
فقال سكوتي: وهل أنت خام؟
* * *
لو أني عقرت لها ناقتي
حباني (امرؤ القيس) أعلى وسام
وقال (المراقس) في كل عصرٍ
ولجت الحمى و(امرؤ القيس) حام
قل اليوم: خمر وخمر غداً
ودع للرياح الغضى والثمام
* * *
أكنت كما قيل: مني امتطيت
إلى عام تسعين سبعين عام
وكيف سبقت (أرمكو) إليك؟
متى رف قبل البروق (الخزام)
* * *
إذا كنت أمس اخترقت النظام
فهل أحرق اليوم هذا النظام؟
“إذا نام أسمو سمو الحباب”
إليه أريه وصال الحمام
وأني وإن كنت أهمي سناً
ودفئاً، على الحرق أقوى التهام
* * *
رماني إلى حيث أأبى المتاه
وبيني وبيني أهاج الخصام
لماذا لغير بيوتي أضأت
وأطفأت أشواق أهلي الكرام
أتدري عليهم عقدت الفؤاد
بيوتاً، قبوراً، شراعاً، خيام
أجس ضلوعي فذا (خارف)
وذا (الوهط) هذا (زبيد) و(يام)
أوهمتهم بي، وما زرتهم
غداة وصولي، ولا الوهم دام
أهذا هو الخير، قالوا وقلت
كما ينفث الغمد عنه الحسام
* * *
أيمت داراً برغم الديار؟
أما قلت لا وفمي في الرغام؟
وكانت سكاكينهم لا تجف
وكانت بنادقهم لا تنام
ولا من يقول: مساء الردى
ولا من يعزي (هدى) أو (سهام)
* * *
كأهلي ستدمغني بالسقوط؟
وليت الذي يدعون اتهام
رأوني وخلوا زماني فضعت
بآبار من في يديه الزمام
أليس الذي استاقهم مر بي
ومني احتواني، إليه اغتنام
ف ماذا تسمي كهذا النظام؟
لكل أوانٍ وجوه وهام
أهذا الأوان له أوجه
وهام، ثوانيه، صخر عقام؟
ذوي الأمر، من ثلة القادرين..
أما القادرون خلاف العظام؟
فأم العناقيد محنية
وغير الجواني طوال القوام
* * *
بني وطني من درى أينا
أحر انتماءً وأرقى التزام؟
تنامون، أمسي لمن أمروا
أغني وأطهو أمير الطعام
أزف إليه ومنه أرى
دمي ذهباً في أكف اللئام
أنحي كؤوساً وأدني كؤوساً
فأظمى، وأحسو شظايا الحطام
* * *
لكلبته كل يومٍ قطيع
وتقتات ذقن أبيها (اليمام)
أنا نفط أهلي، لماذا لهم
دخاني، وضوئي لذاك المقام
فبراير1992م