مناظرة.. في حوامة العيد
رجعة الحكيم بن زائد > مناظرة.. في حوامة العيد
إن كنت العيد، فأين العيد
اليوم المبتكر الغريد؟
وصبايا اللحظات الملأى
كربيعٍ كحله التسهيد
الشمس الثانية الأصبى
الليل الجعد بلا تجعيد
الأفراح العليا اللاتي
أعطت ثدييها كاس (هبيد)
* * *
يا عيد الآن مضت عشر
شهدتك معاداً غير معيد
منشقاً عما كنت كما
ينشق من الأنس التهديد
منفياً من فلك الذكرى
من أودية الأحلام شريد
* * *
من يفضي عنك، أجئت على
كتفي وعدٍ أو ظهر وعيد؟
أصعدت على قرني فلقٍ
وعلى قدميك سقطت جهيد؟
ككتاب وافى مطبعةً
يلج الميلاد فعاد شهيد
وكحبلى تخرج من فمها
ويحل عباءتها عربيد
ك(حسينٍ) ثانٍ يحمله
رمح أخفى من رمح (يزيد)
من ينبي عنك أحس يدي
تجتاح إلى الورد التوريد
* * *
أشلاء العام عليك كما
يقع الرعديد على الرعديد
الرأس على اللوحين على
قطع الساقين شظايا الجيد
وبرغم مآتمك الشتى
سترى عيداً حسب التقليد
* * *
فستحييك الطلقات كما
عهدت، ويقال رجعت حميد
وتحس بيوت الشعب كما
كانت خربى والقصر مشيد
والنفط لقبرٍ مملكة وعلى أهليه دم وحديد
* * *
وتهانينا لجلالتكم
لفخامتكم والعمر مديد
ولأمتكم بقيادتكم
آت إن شاء الله رغيد
* * *
وسيبتاع السوق الأثرى
ويرد خفيف الجيب طريد
وتعين المطفلة الأخرى
وتعزي الثكلى أم قعيد
كان المرحوم يحل إذا
عظمت أو يستبق التعقيد
كالبرق يمني ثم يفي
ويريد ويدري كيف يريد
وتجر المبكية الأبكى
والسوق أصم عن التنهيد
* * *
ويقول الألف لصاحبه
أصبحنا لا نسوى التبديد
انظر سقطت منها مئة
مرت ما افتقدت أي فقيد
* * *
يا سوق (علي عبدالمغني)
تبدو مثلي، بلى عبد عبيد
هذا البنك الأمي سله
هل يدري القصد من التقصيد؟
حسب التوجيهات الأعلى
لا فيك ولا فيهن رشيد
وعلى الأغنى منه يسخو
لا تعليمات لا تشديد
غذوا بخزيمة نشأته
فامتد بليداً فوق بليد
ومرور النفط به أوحى
أن يعتبر الإفلاس رصيد
* * *
هذا والقصر هناك هنا
أسواق تبتاع التأييد
ينوي تحديد السعر غداً
وله أن يخترق التحديد
* * *
فيعز (القات) على الأسعى
والقوت عن العانين يحيد
ويسمي اللاغون الأطغى
والأغنى الميمون الصنديد
ويسمي القواد الجربا
والمسلولات أبض الغيد
* * *
لا أنت العيد ولا بيد
إلا خبر وفتات نشيد
في قلبي أغنية أخرى
قلها صمتاً إن كنت مجيد
أحصرت أعرني قافيةً
فوقي أقفية من قرميد
من أفردني عن قافلتي؟
عن سرب ذويك رماك وحيد
* * *
من ذا تستهدي؟ ما أشقى
مردوداً يستهديه رديد
من ذا يعطيك فتعطيني
من أستعطيه يريد مزيد
أرجو قرشاً يعطي كرشاً
ما دمت ترجي أنت سعيد
أسعيد يستسقي حجراً
ويبوح إلى أشباح البيد
عفواً، هل أنت العيد كما
وصفوا، أو أنت لذاك حفيد؟!
أعلى زندي قمرٍ تأتي
وتعود على صندوق بريد
أرأيت على النعمى (سبأ)
وعرفت لماذا بات بديد!!
ما كان أكيداً ذاك ولا
تبدو لي أنت الآن أكيد
* * *
أحملت عن (الحمدي) خبراً
وكتاباً عن تأريخ (أشيد)
أو ما شميت (عصيفرةً)
وعبرت إلى (شمسان) (زبيد)
حرب (الصومال) أطفت بها
عن (مهدي) قالوا عن (عيديد)؟
خبر (الأفغان)، له خبر
أخبار (الصرب) لها تأكيد
* * *
هل بثت عن (بكرٍ) (صنعا)
أو أفضت عن (لوركا) (مدريد)
أأنا صحفي دهري
أبكل خريفٍ أنت وليد
لا من خلفي أقبلت إلى
قدامي، لا حومت بعيد
اليوم استثنى رحلته
ورحلت فريداً غير فريد
فلماذا جئت الأمس فتىً
واليوم على عكاز (لبيد)
* * *
أيشيخ العيد؟ وكيف صبا؟
إن كان يشيخ فكيف يبيد؟
كل الأعياد أتت يوماً
ومضت وأتى عنها التعييد
والعيد الوطني هل يمضي؟
يغدو وطناً ويبيت (عقيد)
ما كان يظل؟ يكون متى
لاقيت أنا أو أنت جديد
1992م