ليلة في صحبة الموت
ديوان جواب العصور > ليلة في صحبة الموت
ساعةَ يا ردى أُتمُّ القصيدةْ
هاكَ قاتاً وجرَّةً وجريدَهْ
النَّبيذي هذا يُسمَّى (البخاري)
ذا المثنّى من غرس (وادي عَبيدهْ)
كل غضنٍ له مذاق جديدٌ
كالمليحات، كل أخرى جديدهْ
كل قيليِّة الثرى بين فيها
وشفاه الندى عهودُ عهيدَهْ
أتَراها تدعوك ميساً وتغضي
مثلما تخطف المرايا الخريدهْ(1)
* * *
عجبي كيف لان لمّا تثنّتْ
في يديه غصونُ أشهى مكيدهْ
كيف حال الذين قابلتَ قبلي؟
قيل أعجلتَ (سعد يحيى) و(عيدَهْ)
كيف لست الذي قصفْتَ صباها
وصباه! إن المنايا عديدهْ
تَسْبِقُ القتلَ أو تليه، وآناً
تمتطي صهوةَ الحروب المبيدَهْ
* * *
يا مميتي مَنْ ذا يميت المنايا
كالقوى تأكل الأُشدُّ الشديدَهْ؟
قيل عنها نقّادةٌ أهي تُدعى
في ذويها نقّادةً أو نقيدَهْ؟
أنت تُسمى منيَّةً أو حمِاماً
قيل أنثى الحديد تُدعى حديدهْ
لو (زَبيدٌ) حقيبةٌ أو فتاةٌ
لدعاه أبو الأسامي زبيدَهْ
لو حكى (سيبوبه) عن أمِّ (ميدى)
قال: ممنوعة من الصرف ميدَهْ
* * *
حين تغشى البيوتَ من أين تأتي؟
من رياحٍ كما تروغ الطَّريدهْ
فأراني حيناً بروقاً، وحيناً
أنثني غيمةً خطاها وئيدَهْ
وأوانا أُحسُّني فيضاناً
يمضغ الرملَ والشطايا البديدهْ
وعلى ساعديه ألفا دفينٍ
وعلى منكبيه ألفا قعيدهْ
قلُبُه شرقُ ظهرهِ وَهوَ غربٌ
رأسهُ خوذةُ الرؤوس البليدَهْ
* * *
في (دُرامى) الخليج كنتَ (عُطيلاً)
يده وحدها عليه الشهيدَهْ
كنتُ فيها بلا ذراعين فوقي
قوةٌ فوق ما أُريد مريدَهْ
* * *
ولماذا يدعوك شيخٌ فتأبى
وتلبّي – ومادعتك – الوليده
يوم كدتْ (لمى) لتشري طحيناً
حُلتَ بين ابنها وبين العصيدَهْ
المنى تبتدي، وينهي سواها
والمآسي مثل الأماسي أبيدهْ
* * *
قل أتى مقتضيك خَقَّينِ مهلاً
لم أقل جملةً تُسمّى مفيدهْ
يا صديقي في القلب تسعون قلباً
وقوافي الوداع – تدري – عنيدهْ
انتظرني أفضي ل(زيد) بسر
ببقايا حكايتي ل(سعيدهْ)
لبلادي بهمسةٍ قبل تُمسي
– وأنا تحت أخمصيها – بعيدهْ
لا ترى غير فوقها، كل دارٍ
عامروها الغواة ليست رشيدَهْ
* * *
عجّلي الآن، هاكَ صيّاد قفر
يبتغي ظبية وتبغيه سيدَهْ
في ثوانٍ تجتثُّني، لا عروقي
غائرات، ولاقناتي عتيدهْ
قلت أخّرتني، تبقَّت حروفٌ
شئتُ مقصورةً فجاءت مديدهْ
كلُّ فعلٍ (مجرِّدٍ) نثَّ شيئاً
زاد شوقي إلى اختبار (المزيدَهْ)
مستدرِّاً براءة البيد منها
في صباها مستنشداً هيد، هيدَهْ
لا تضق بي دنوتُ من شط صوتي
والمعاني التي أُنادي فقيدهْ
لست موتى الوحيد جرَّبتُ ألفاً
كلها ما رأت حياتي أكيدهْ
قل لقبري سأغتدي من قبورٍ
فوق أكتافها القصور المشيدهْ
* * *
قل تريد الهروبَ متُّ مراراً
ونجتْ لي إرادتي والعقيدَهْ
كم مضتْ بي أغبى المنون المواضي
وانثنت بي أصبى المنايا المُعيدَهْ
* * *
المُعيداتُ، هل طرأنَ مَرَدَاً؟
ما علاماتُها الوجوه الرديدَهْ
هل سيرجعن ما بَعثتُ، وكم لي
بَعثاتٍ طريفةٍ وتليدَهْ؟
هل سيأوي الردى هنا أيُّ لحدٍ
حين تنفضُّ من هناك اللحيدةْ؟
* * *
أيُّ شيء يقول هذا ثناني
عنه، يا عودتي تَسمَّيْ حميدة
يا مضيف الحتوف هبْ تلك مني
زورةً واحتفل بأخرى مجيدَهْ
ولماذا احتزمتَ؟ وماأنت قصدي
حسناً جئتَ كي تجيء القصيدَهْ
مايو 1991م