كيف أنسى
ديوان من أرض بلقيس > كيف أنسى
هيهات أن أنسى هواك وكلما
حاولت أن أنسى ذكرتك مغرماً
يا للشجون وكيف أنسى والأسى
يقتات أوصالي وينتزف الدما
يا أخت روحي وابتسام طفولتي
وبكا شبابي آه ما ألقى وما
خلفتني وحدي ألوك حُشاشتي
أسفاً وأفنى حُرقةَ وتضرما
وحدي مع الأمل الذبيح تطوف بي
ذكر متيمةٌ يشقن متيما
واليوم إني حول قبرك صامت
أقتات من جوعي وأستقي الظما
وأقبلُ القبر الحبيب ومنيتي
لو أن لي في كل جارحة فما
وأسائل الصمت الرهيب كأنني
جوعان محتضر يسائل معدما
* * *
يا من أناديها ويخنقني البكاء
ويكاد صمتُ الَدمعِ أنَ يتكلما
فارقت في مثواك رفق أبوتي
وفقدت عطف الأم فيكِ مجسما
يا قلبي الدامي وآه وأين منْ
فاضت عليَّ عواطفاً وترحما
غابت وغبت وكلما فارقتها
لاقيتها في الذكريات توهما
ما لي أناجيها وكيف وكلما
ناجيتها ناجيتُ قبراً أبكما
* * *
وافيت قبركِ: والسكون يلفهُ
وسكينة الأجداث تحيي المأتما
فسألت وأرتجف السؤال متى اللقا
فعصى الجواب لسانه وتلعثما
فذكرت أن الموت خاتمةُ اللقا
فقتلت آمالي وليت وربما
وتألمت روحي ووجداني إلى
أن كادت الآلام أن تتألما
* * *
يا روع قلبي كيف أنسى روضة
حضنت صبا عمري فرف منعما
كم دللتني بالحنان ولم تكنْ
أمي وقد كانت أرق وارحما
حتى عميت فكاد يعميها البكاء
وحنانها الباكي يشاركني العمى
* * *
كم صارعت عنت الخطوب وما
مضت من ظالم إلا تلقت أظلما
ومشت على شوك الحياة وهولها
وكأنها كانت تدوس جهنما
فرمت إلى حضنٍ الممات كيانه
وتبدلت بالكدً عيشا أنعما
وتبرمت بحياتها الضنكى ومنْ
برمت به متعُ الحياة تبرما
وحييت بعد مماتها ميْت الهنا
حياً أموت تأوهاً وتألما
** ** **