الهارب.. إلى صوته
ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار > الهارب.. إلى صوته
كان يبكي، وليس يدري لماذا؟
ويغنِّي، ولايُحسُّ التذاذا
وينادي: يا ذاك.. يصغي لهذا
وهو ذاك الذي ينادي، وهذا
* * *
… لا يعي من دعا، ولا من يُلبِّي
كان في صوتِه، يلاقي ملاذا
مِن سرايبه، إلى البوح يرقى
يمتطي صوته، ويهمي رذاذا
* * *
ينتمي، يدخل الشجيرات نسغاً
وإلى قلبهِ، يلُّم الجُذاذا
يقرأ الأرض، من لغات المراعي
وإلى حزنها يُطيل النفاذا
* * *
وعن المنحنى، عن السفح يحكي:
وسوساتٍ، منها الجنون استعاذا
وإلى أغرب القرارات يرنو..
ويناغي كالطفل: (دادا، حباذا)
* * *
أي هجس عن المغارات يروي؟
قيل: يهذي، وقيل عنه، تهاذى
قيل: أضحى شيخ المجانين طرّاً
قيل: داني بدء الصبا، قيل: حاذى..
قيل: لم يتّخذ لشيء قراراً
قيل: يبدو تجاوز الاتِّخاذا
* * *
كان يدعو الربى: “سُعاداً” “لميساً”
ويسمِّي لحقول: “زيداً” ، “معاذا”
ويسمي الغبار: أطفال بؤسٍ
زادهم، عاصف المتاه انشحاذا
كان يرضى انتباذهُ، ويُغنِّي،
للمنابيذ، وهو أقسى انتباذا
(مارس 1983م)
* * *