زوار الطواشي
ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار > زوار الطواشي
كان يرتاد (الطواشي)
راكباً بغلاً، وماشي
تارةً يلبس طمراً
تارةً أزهى التواشي
كان يخشى من يراه
كل راءٍ منه خاشي
* * *
لي هنا حامٍ كأهلي
وحمىً يبغي انتهاشي
ما لهم يكسون جذعي
أعيناًً تحسو مشاشي
هل دروا أوطار قلبي
من ضموري وانتفاشي؟
ألفوا الدهشة مني
أنا طال اندهاشي
جاوزوا دور التوقي
كيف أجتاز انكماشي؟
* * *
أخطر الشبان “سعدٌ”
“زيد يحيى” و”الرياشي”
أعنف النسوان “سعدى”
“مريمٌ” “بنت الخباشي”
* * *
سوف أخفي من نفوري
ولهم أبدي بشاشي
فأحيي من ألاقي
وأغالي في التحاشي
ربما ارتابوا بصمتي
ربما أوحى نقاشي
ربما أجدى ثباتي
ربما خان ارتعاشي
* * *
سألوا: أهو ولي
أهو للسلطان واشي؟
أهو داعٍ “حوشبي”
أهو عفريتٌ براشي؟
* * *
قيل: مسؤول كبيرٌ
قيل: مرشوٌ وراشي
قاته المختار “وادي”
كوزه المخصوص “باشي”
* * *
قال شيخٌ: ذا مخيفٌ
واكتبوا: قال الحفاشي
دخله في كل يومٍ..
فوق أضعاف معاشي
صحنه يكفي جياعي
كأسه يروي عطاشي
* * *
قيل: يحتاز كتاباً
كل سر فيه فاشي
قيل: يحوي أف سفرٍ
ويعي حتى الحواشي
فهو يروي عهد(باذان)
وتأريخ (النجاشي)
يعرف الأمس ويدري
كم ستأتي من غواشي
* * *
ولماذا لم يعلم؟
كالشهاري كالخراشي
أهو يتلو كالرقيحي؟
أهو يشدو كالعتاشي؟
أو كعز الدين يروي
برمكيات الرقاشي؟
مذ تبدى وهو يغى
بيت جلاب المواشي
من رآه قال يوماً:
هات لي، أو خذ كباشي
ويغادي (تلك) حيناً
واحياييناً يعاشي…
قائلاً: يصفو شرابي
ههنا يحلو انتعاشي
فسهيل سقف بيتي
وثريّاُه فراشي
عرفوهُ، كان عطّاراً
وأياماً قماشي
واسمه بالأمس “حلمي”
واسمه اليوم “الهتاشي”
* * *
فغدا يخفي ويبدو
ثم يوطيه التّلاشي
صار أسمار العشايا
وأحاديث المماشي
(أكتوبر 1982م)