حيث التقينا
ديوان من أرض بلقيس > حيث التقينا
هَهٌنا كان يناجينا الغرامُ
ويناجي المستهامَ المستهامُ
هَهُنا رفً بقلبينا الصبا
وتبنانا التصافي والوئامُ
عقد الحبٌ فؤادينا كما
يعقد الهدبً إلى الهدب المنامُ
فتلاقينا بأحضان الصفا
والصًبا خمرٌ وثغرُ الحبٌ جامُ
وتجاذبنا أحاديث الهوى
وسهرنا وليالينا نيامُ
وتمنينا الأغاني واللقا
في شفاهِ الكأس لحنٌ ومدامُ
والصبابات الظوامي حولنا
تشرب اللحن فيهتاج الأوامُ
هَهُنا غنى الهوى الطفل لنا
وطواه هَهُنا عنا الفطامُ
وانقضى صفو التلاقي وذوت
في صبا الحبُ أمانيه الجسامُ
وانتهى العهد كأنْ لمْ يبتدئ
أو تلاقى البدء فيهِ والختامُ
وانطفا فجر أمانينا ولمْ
ينطف الشوق ولمْ يخبُ الضرامُ
بدت اللقيا وولتْ هَهُنا
فعلينا وعلى اللقيا السلامُ
ضمًنا هذا المقام المشتهى
ثم أقصاني وأقصاك المقامُ
فهنا يا أخت ناغينا الهوى
وهنا ولًى وغطاه القتامُ
واختفى الأنس وذكراه على
مسرح العمر شعاعٌ وظلامُ
ومن الحبٌ ابتهاج وأسى
ومن الذكرى دموع وابتسامُ
كلُنا يهوى الهنا لكننا
كلما رمنا الهنا غاب المرامُ
هَأنا حيث التقينا وعلى
خاطري من صور الأمس ازدحامُ
أسأل الذكرى عن الحب وهل
للهنا في شرعةِ الحب دوامُ
هأنا في منزل اللقيا وفي
جوه من عهدنا الفاني حطامُ
أسأل الصمت على الجدران هل
للهوى عهدٌ لديه أو ذمامُ
ويكادُ الصمتُ يروي حبنا
قصة لو طاوع الصمت الكلامُ
** ** **