الحكم للشعب
ديوان في طريق الفجر > الحكم للشعب
26 سبتمبر 1962م
لن يستكين ولن يستسلم الوطن
توثب الروح فيه وانتخى البدن
أما ترى كيف أعلا رأسه ومضى
يدوس أصنامه البلها ويمتهن
وهب كالمارد الغضبان متشحاً
بالنار يجتذب العليا ويحتضن
فزعزعت معقل الطغيان ضربته
حتى هوى وتساوى التاج والكفن
وأذَّن الفجر من نيران مدفعه
والمعجزات شفاهٌ والدنا أذن
تيقظت كبرياء المجد في دمه
واحمر في مقلتيه الحقد والإحن
* * *
يا صرعة الظلم شق الشعب مرقده
وأشعلت دمه الثارات والضغن
ها نحن ثرنا على إذعاننا وعلى
نفوسنا واستثارت أمنا “اليمن”
لا “البدر” لا “الحسن” السجان يحكمنا
الحكم للشعب لا “بدرٌ” ولا “حسن”
نحن البلاد وسكان البلاد وما
فيها لنا، إننا السكان والسكن
اليوم للشعب والأمس المجيد له
له غدٌ وله التاريخ… والزمن
فليخسأ الظلم ولتذهب حكومته
ملعونةً وليول عهدها النتن
* * *
كم كابد الشعب في أشواطه محناً
ماذا ترى؟ أنضجته هذه المحن!
كم خادعته بزيف الوعد قادته
هيهات أن يخدع الفهامة الفطن
لن ينثني الشعب هز الفجر غضبته
فانقض كالسيل لا جب ولا وهن
حن الشمال إلى لقيا الجنوب وكم
هزت فؤاديهما الأشواق والشجن
وما الشمال؟ وماهذا الجنوب؟ هما
قلبان ضمتهما الأفراح والحزن
ووحد الله والتاريخ بينهما
والحقد والجرح والأحداث والفتن
* * *
“شمسان” سوف يلاقي صنوه “نقماً”
وترتمي نحو “صنعا” أختها “عدن”
المجد للشعب والحكم المطاع له
والفعل والقول وهو القائل اللسن