الربيع والشعر
ديوان من أرض بلقيس > الربيع والشعر
وافاك مجتمع البلاد فرنما
وصبا إليك مسبحاً ومتمتما
وتدافعت(صنعاء) إليك كأنها
حسناء مغرمة تغازل مغرما
وهفت إليك كأنها مسحورة
ملتاعة الأعصاب ملهبة الدما
ورأت ولي العهد فازدانت به
فكأنها قبس يسيل تضرما
وترقصت ربواتها الفرحى كما
رقصت على الأفلاك أقمار السما
لقيت ولي العهد دنياها كما
لقي العطشان الجدول المترنما
وصبت نواحيها وجن جنونها
فرحاً وكاد الصمت أن يتكلما
وتجاذبتك هضابها وسهولها
شغفاً كما جذب الفقير الدرهما
نظرت بنور البدر فجر حياتها
ورأت به الأمل الحبيب مجسما
بدر مطالعة القلوب ونوره
يوحي إلى الأوطان أن تتقدما
فكأنه فجر يفيض أشعة
جذلاً وفردوس يفيض تبسما
وكأنه وهج إلهي السنا
ومنابر تمحو دياجير العمى!
وكأنه بفم الربيع نشيده
خضراء نقشها الصباح ونمنما
وروى فم التاريخ سحر جمالها
فكراً مجنحة ووحياً محكما
وكأنه قلب يذوب تأوهاً
للبائسين ويستفيض ترحما
فإذا رأى متألماً شاهدته
متوجعاً مما به متألما
حتى تراه لكل عين ماسحا
عبراتها ولكل جرح بلسما
وأحق أبناء البسيطة بالعلا
من شارك العاني وآسى المعدما
وأذل أهل الأرض قلباً من رأى
عبث الظلوم وذل عنه وأحجما
وإذا تسامى الظلم طاطأ رأسه
متهيباً وكفاه أن يتظلما
أمحمد من أنت؟ أنت عدالة
وصبابة حرى بأحشاء الحمى
وعواطف تندى وإنسانية
عصما توشحت السمو الأعصما
ولدتك آفاق المعالي والعلا
شعلا كما تلد السماء الأنجما
غناك شعري والربيع وصفوه
أهدى إليك زهوره والعندما
حياك ميلاد الربيع بطيبه
وشدتك أشعاري نشيداً ملهما
فاسلم تقبلك القلوب وترتو
من فيض بهجتك الأمني والظلما
** ** **